بالفيديو: عبد المجيد تبون ينغمس من جديد في ثرثرته الفارغة

حوار الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون مع قناة الجزيرة القطرية.

حوار الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون مع قناة الجزيرة القطرية. . DR

في 09/06/2021 على الساعة 16:00

خرجة إعلامية جديدة للرئيس الجزائري تبون على قناة الجزيرة، أبان فيها عن براعته في الثرثرة بلا معنى، وهو ما يؤشر على نظام يوجد في مأزق بسبب الحراك الشعبي الذي لا يفتر والنكسات الدبلوماسية المتعددة والخيارات الاقتصادية الفاشلة.

بثت قناة الجزيرة القطرية، مساء الثلاثاء 8 يونيو 2021، مقابلة خاصة من نصف ساعة مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون. منذ بداية هذه المقابلة، أثبت الرئيس الجزائري مرة أخرى أنه لا يستحق المنصب الذي يشغله. علاوة على ذلك، فقد أخطر هو نفسه القناة القطرية بحصولها على الترخيص بالعمل في الجزائر، تماما كما لو كان مجرد مسؤول بسيط مسؤول عن مديرية داخل وزارة الاتصال الجزائرية. وقال إن الأمر أصبح رسميا "من هذه المقابلة". والأفضل من ذلك، أو الأسوأ من ذلك، أضاف الرئيس الجزائري أن صفحة الصراع "بين الطرفين"، أي بين الدولة الجزائرية وقطر، قد طويت.

وهذا لم يمنع تبون من ارتكاب زلة لسان في ما يتعلق بمالكي الجزيرة عندما صرح، دون ذكر اسم، "قال أحدهم: عندما ننهي المهمة في سوريا سننتقل إلى الجزائر". لكن هذا "الشخص" ليس سوى حمد بن جاسم آل ثاني، وزير الخارجية القطري الأسبق، الذي قال هذه الجملة لنظيره الجزائري في ذلك الحين مراد مدلسي، عندما نشب خلاف بين الرجلين خلال اجتماع وزاري لجامعة الدول العربية.

وقد أتاحت هذه المقابلة الفرصة لتبون لانتقاد "الربيع العربي" والإشادة بالحراك الجزائري "المبارك الأصلي"، قبل أن ينتقد على الفور حراكا آخر يدعي بأنه مزور، لأن مناضلي الحراك يصفونه بالرئيس "المزور".

وهكذا، على حد قوله، فإن "الحراك الأصلي المبارك أنقذ الجزائر من كارثة حقيقية كادت تقضي على الدولة وتفتح الطريق أمام العنف". من خلال تعيينه من قبل الراحل قايد صالح رئيسا للجزائر، يعتقد تبون أن الحراك لم يعد له أي سبب لاستمراره بعد دجنبر 2019، تاريخ وصوله إلى قصر المرادية. علاوة على ذلك، حاول تبرير ذلك من خلال الادعاء بأن "مئات الأشخاص" فقط ما زالوا ينظمون مسيرات في الوقت الحالي في "8 ولايات فقط" من أصل 58 في البلاد.

ثم أكد تبون بعد ذلك أنه "تم اختلاس مئات المليارات من الدولارات" خلال العشرين سنة الماضية في الجزائر. نعم، يتعلق الأمر بـ"مئات المليارات من الدولارات" المختلسة في بلد يصل فيه الناتج المحلي الإجمالي إلى 160 مليار دولار...هذا الميل للمبالغة، والكذب أيضا، أصبح السمة المميزة لرئيس غير مؤهل بكل تأكيد لتحمل المسؤولية التي يشغلها حاليا، ومن الواضح أنه غير محاط بمستشارين جيدين.

يمكن أيضا وصف تصريحاته بخصوص التدخل العسكري في ليبيا بالهراء. فقد قال تبون إن بلاده مستعدة "للتدخل بشكل أو بآخر" في ليبيا لوقف تقدم قوات المشير خليفة حفتر خلال هجومها على العاصمة طرابلس في 2019-2020. "نحن لا نقبل أن تكون عاصمة دولة مغاربية وإفريقية محتلة من قبل المرتزقة. كنا سنتدخل"، هذا ما أكده تبون قبل أن يضيف: "طرابلس خط أحمر!". وهنا يطرح السؤال: من هم المرتزقة الذين يشير إليهم تبون؟ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الحليف الرئيسي للطغمة العسكرية الحاكمة في الجزائر؟ أم جنود شركة الأمن الخاصة فاغنر القريبة من موسكو؟

على أية حال، فإن تصريحات تبون حول التدخل العسكري الجزائري في ليبيا تدخل في إطار ميل الرئيس الجزائري إلى المفاخرة والتباهي. استمرت معركة طرابلس من 4 أبريل 2019 إلى 5 يونيو 2020. خلال هذه الأشهر الطويلة، التزمت الجزائر الصمت، ولم تبد ولو مجرد تصريح مهدد للتحالف الذي يدعم المشير حفتر. واليوم، يخبرنا تبون أنه "عندما قلنا: إنه خط أحمر، وصلت الرسالة ولم تحتل طرابلس". إنه أمر مثير للشفقة.

ومرة أخرى نفث تبون حقده الدفين ضد المغرب. وبينما امتنع هذه المرة عن مهاجمة المؤسسة الملكية بالاسم، كما فعل في حواره البئيس والمثير للشفقة مع مجلة لوبوان الفرنسية، لجأ تبون مرة أخرى إلى الكذب. وقال: "ليست لدينا مشكلة مع المغرب. من الواضح أن المغرب هو الذي لديه مشاكل معنا"، موضحا أن "الأمم المتحدة تعتبر الصحراء أرضا مستعمرة". كذبة صارخة صادرة عن رئيس دولة. تعتبر الأمم المتحدة بالفعل "الصحراء منطقة غير متمتعة بالحكم الذاتي" وتدعو قرارات مجلس الأمن إلى "حل سياسي واقعي"، في إطار مخطط الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية. لكن تبون يكذب بلا خجل قبل أن يقول بنوع من التباهي أكثر منه من التهديد: "لن نقبل بالأمر الواقع" في الصحراء.

والواضح أن تبون يكثف من خرجاته الإعلامية عشية الانتخابات التشريعية يوم السبت 12 يونيو الجاري، والتي ستكون انتخابات بدون ناخبين. من خلال سياسة الهروب إلى الأمام، يسعى الرئيس تبون إلى تحويل هذا الاقتراع الذي لا يحظى بشعبية إلى موعد انتخابي من شأنه تعبئة ملايين الجزائريين. ومع ذلك لا أحد من الجزائريين سينخدع بهذه اللعبة.

يجب على الطغمة العسكرية الحاكمة أن تعالج رئيسها المخلص من هذيانه الحاد، الذي سيقضي البقية الباقية من مصداقية السلطة الجزائرية. لكن مهمة الجنرالات لن تكون سهلة. لأنه يمكن معالجة الإسهال، لكن لا يمكن علاج الهذيان.

تحرير من طرف محمد ولد البواه
في 09/06/2021 على الساعة 16:00