مناورة الجزائر بالاتحاد الإفريقي تتحول إلى صفعة قاسية لتبون وشرقي

اجتماع لمجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي

اجتماع لمجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي . DR

في 10/03/2021 على الساعة 12:17

انعقد اجتماع لمجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي على مستوى رؤساء الدول والحكومات يوم الثلاثاء 9 مارس. وخلاله أعاد الرئيس تبون والجزائري إسماعيل شرقي مناوراتهما ضد المغرب، لكنها فشلت فشلا مريعا. التفاصيل.

ما كان من المفترض أن يكون منصة ضد المغرب تحول في النهاية إلى فشل مرير للجزائر ومفوضها المنتهية ولايته إسماعيل شرقي. فقد عقد يوم الثلاثاء 9 مارس 2021 اجتماع لمجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي عن طريق تقنية الفيديو على مستوى رؤساء الدول والحكومات.

في اليوم السابق للاجتماع، تحدث الرئيس الجزائري عبد المجيب تبون عبر الهاتف مع أوهورو كينياتا، رئيس كينيان وسيريل رامافوزا، رئيس جنوب إفريقيا. وكتبت وكالة الأنباء الجزائرية أن محور هذه المكالمات الهاتفية كان "القضايا الرئيسية المعروضة على جدول أعمال الاتحاد الإفريقي بما في ذلك اجتماع مجلس السلم والأمن المقرر عقده الثلاثاء 9 مارس 2021".

وتجدر الإشارة إلى أن كينيا تترأس مجلس السلم والأمن هذا الشهر وأن رئيس جنوب إفريقيا يساند أطروحات الجزائر. لذلك أراد تبون أن ينزل بكل ثقله لكي يؤثر على مجريات هذا الاجتماع، على أمل أن يصدر عنه بيان معادي للمغرب.

وقررت المملكة المغربية عدم المشاركة في هذا الاجتماع الذي ينهج نفس الأساليب القديمة البالية، حيث حالت المناورات والأجندات دون مواجهة المؤسسة الأفريقية للتحديات الحقيقية للقارة.

وعلم Le360 أن وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، وجه رسالة إلى نظيره الكيني ليقدم له الحجج التي دفعت المغرب إلى عدم المشاركة في هذا الاجتماع الذي وصفه بـ"المسخرة".

المغرب ليس البلد الإفريقي الوحيد الذي يشعر بالملل من مناورات الجزائر ورجلها في الاتحاد الإفريقي إسماعيل شرقي. في الواقع، شارك أربعة فقط من رؤساء الدول الخمسة عشر في هذا الاجتماع. كان هناك بالطبع الرئيس تبون ورئيس جنوب إفريقيا ورئيس كينيا ورئيس موزمبيق. ولم يحضر الاجتماع رؤساء الدول والحكومات الأحد عشر الآخرون الذين يشكلون مجلس السلم والأمن. وهي سابقة في سجلات قمة الاتحاد الأفريقي.

بل إن توقيت هذا الاجتماع أثار غضب بلدان إفريقية. فمعلوم أن آخر يوم لاسماعيل شرقي في الاتحاد الأفريقي كمفوض لمجلس السلم والأمن هو يوم الجمعة 12 مارس. كيف يمكن السماح بعقد اجتماع، من المفترض أن يجمع رؤساء الدول، في الوقت الميت للمفوض الذي انتهت مدة ولايته وعدم انتظار المفوض الجديد المنتخب على رأس هذا المجلس، النيجيري بانكول أديوي، الذي يبدأ مهامه يوم الاثنين 15 مارس؟

لا يؤمن مؤيدو المناورات باستمرارية الوظيفة في هذه المؤسسة. إنهم يعرفون أنه مع شرقي يمكنهم تنفيذ الأجندة العدائية ضد المغرب. ومن هنا كان الضغط لعقد هذا الاجتماع، حتى لو كان توقيته محرجا لخليفة الجزائري في هذا المنصب.

إلا أن ما كان سيشكل ضربة قاسية للمغرب تحول إلى هزيمة نكراء لشرقي ورئيسه تبون، الذي تعرض لإذلال غير مسبوق. فقد أعاد رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقي المفوض الجزائري إلى جادة الصواب.

وعلم Le360 أن فكي انتقد، خلال هذا الاجتماع، شرقي لاتخاذه القرارات دون استشارته، وذهب إلى حد انتهاك النظام الداخلي للاتحاد الأفريقي. بعبارات لا لبس فيها، انتفض رئيس اللجنة الإفريقية ضد أساليب شرقي. وذكّره بأن جدول أعمال الاجتماع ينبغي أن يرفع إلى رئيس المفوضية الذي هو الوحيد المخول للمصادقة عليه. وأكد فكي أن شرقي وضع جدول أعمال الاجتماع دون إحالته إلى رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي. وهو ما يشكل "انتهاكا للقواعد والإجراءات".

بل إن موسى فقي محمد قال: "مناورة شرقي هذه يجب أن تتوقف!". وأضاف: "هذا ليس صحيحا! هذا غير قانوني!". الانتصار الذي كان من المفترض أن يحضره الرئيس عبد المجيد تبون تحول في نهاية المطاف إلى إدانة الأساليب الخسيسة التي لا تليق بدبلوماسي لمواطنه إسماعيل شرقي.

وفي نفس الوقت الذي شهد فيه تبون الانتقادات القاسية الموجهة لمواطنه، تظاهر مئات الآلاف من الطلاب والمواطنين الجزائريين في الجزائر العاصمة وهم يهتفون: "تبون المغتصب تم فرضه من قبل الجيش!

علاوة على ذلك، جاءت الاستنتاجات متماشية مع القرار 693 الصادر عن قمة الاتحاد الأفريقي في نواكشوط، والذي يؤكد المسؤولية الحصرية لمجلس الأمن في قضية الصحراء.

هناك دليلان على فشل مناورات الجزائر وحلفائها. فقد نشرت وكالة الأنباء الجزائرية، الآلة المختصة في الأخبار المزيفة، قصاصة تحدثت فيها عن عدة إجراءات يُزعم أنها اتخذت خلال هذا الاجتماع.

وتحدد وكالة الأنباء الجزائرية بهذا المعنى أنه "تمت دعوة طرفي النزاع للعودة بسرعة إلى طاولة المفاوضات بهدف بلورة حل سياسي وسلمي على أساس أحكام المادة 4 من القانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي. وتم التأكيد، في هذا الصدد، على أنه يجب النظر في إنهاء استعمار الصحراء الغربية بالسماح للشعب الصحراوي بممارسة حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال".

من جهته، نشر إسماعيل شرقي ما يمكن اعتباره أصعب تغريدة في حياته المهنية.

في هذه التغريدة، يدعو مجلس السلم والأمن إلى وقف إطلاق النار ويقر بأولوية الترويكا في تسوية النزاع، ويدعو إلى دعم جهود الأمم المتحدة، ويحث الأمين العام للأمم المتحدة على تعيين مبعوث خاص للصحراء. نحن بعيدون كل البعد عن محتوى قصاصة الوكالة الجزائرية.

أن يقول إسماعيل شرقي أشياء تناقض ما دبجته الوكالة الرسمية لبلاده فهذا يدل عن الارتباك داخل الجزائر.

وإلى حدود ساعة نشر هذا المقال، لم يتم إصدار أي بيان رسمي عقب اجتماع مجلس السلم والأمن. إن غياب هذا البيان الصحفي هو مؤشر آخر على فشل مؤيدي المناورات. إن اجتماع الثلاثاء دليل على أن حكمة أفريقيا وهدوئها ووحدتها تسود في مواجهة المناورات ومحاولات الانقسام. لقد انتصرت الشرعية على المناورات رغم تجمع كل معارضي المغرب في لقاء واحد.

تحرير من طرف محمد بودرهم
في 10/03/2021 على الساعة 12:17