الكركرات: أزمة مفتعلة وعمل انتحاري للبوليساريو

DR

في 29/09/2020 على الساعة 20:30

كانت المحاولة الأخيرة لعرقلة الحركة التجارية بمعبر الكركرات، المخطط لها انطلاقا من الجزائر، فاشلة وكانت وبالا على جبهة البوليساريو. هذه الأخيرة، التي كانت تحاول الضغط على الأمم المتحدة، وجدت نفسها معزولة ومنقسمة أكثر فأكثر، بحسب تحليل وسيلة إعلامية إسبانية.

في مقال نشر الاثنين 28 شتنبر على أعمدة مجلة أتالايار (Atalayar) الإسبانية بعنوان "جبهة البوليساريو تواجه الأمم المتحدة"، تم تحليل أزمة الكركرات الأخيرة على أنها مؤامرة دبرها من قبل الثنائي: الجزائر والبوليساريو من أجل الضغط على مجلس الأمن الدولي. وكتبت المجلة أن الأخير "سيناقش في أكتوبر التقرير الذي سيعده الأمين العام أنطونيو غوتيريش من أجل تمديد مهمة بعثة الأمم المتحدة المينورسو التي تراقب وقف إطلاق النار بين المغرب والبوليساريو منذ عام 1991".

بطبيعة الحال يناقش مجلس الأمن خلال جلسة أكتوبر الصراع المفتعل حول الصحراء كل عام. لكن في السنوات الأخيرة، دعا هذا الجهاز الأممي إلى حل سياسي وواقعي للصراع في الصحراء، وبالتالي أقبر خيار تنظيم استفتاء باعتباره خيارا غير عملي. ومع ذلك، فإن هذه الديناميكية الواقعية على وجه التحديد التي تسود الآن في الأمم المتحدة هي التي تحاول الجزائر وجبهة البوليساريو اليوم عرقلتها من خلال عمل عدواني واضح. وهكذا أكدت المجلة الإسبانية، أتالايار، أن البوليساريو "قررت تعبئة مئات من سكان مخيمات اللاجئين في تندوف ونقلهم في شاحنات وسيارات رباعية الدفع على طول الشريط الذي يفصل المخيمات في الأراضي الجزائرية عن المنطقة العازلة المحروسة من قبل المينورسو في جنوب المغرب".

وبحسب نفس المجلة، حتى لو تم إطلاق هذا التحدي بشكل أساسي ضد مجلس الأمن، حتى يتم ذكره في قراره في أكتوبر المقبل باعتباره توترا سائدا في الصحراء، فإنه في نهاية المطاف كان فشلا ذريعا للبوليساريو. لم يقتصر الأمر فقط على قيام الأمين العام للأمم المتحدة على الفور بصفع البوليساريو من خلال حثها على عدم محاولة منع حركة المرور التجارية السلمية عبر معبر الكركرات، بل هذا الأمر "بعدم عرقلة حركة مرور المدنيين التجارية المنتظمة في المنطقة العازلة" المجاورة لمنطقة الكركرات قد يحتل مكانة بارزة في قرار مجلس الأمن القادم.

من جانبه، سارع المغرب إلى اتخاذ إجراءات من أجل مواجهة هذا الاستفزاز من خلال الاستعداد، عسكريا على أرض الواقع، لأي احتمال. وبحسب أتالايار، وكرسالة قوية للجزائر وجبهة البوليساريو "المغرب يدرس كل الفرضيات لتطور الوضع ويبقي قواته في حالة تأهب". وتشير المجلة الإسبانية إلى أن "الحكومة المغربية لم ترد رسميا بعد، لكنها أرسلت المفتش العام للقوات المسلحة الجنرال عبد الفتاح الوراق، الرجل الثاني في التسلسل الهرمي العسكري بعد الملك محمد السادس، القائد الأعلى للقوات المسلحة الملكية، إلى المنطقة للإشراف على جاهزية القوات المغربية في مواجهة أي سيناريو قد ينشأ من التوتر الحالي".

التحدي الآخر الذي أطلقته جبهة البوليساريو استهدف موريتانيا على وجه الخصوص، المهددة بـ "الخنق التجاري بإغلاق الحدود البرية الوحيدة لهذا البلد مع الشمال"، بحسب المجلة الإسبانية. موريتانيا، التي تعد أول حلقة في الحركة التجارية بين المغرب وإفريقيا جنوب الصحراء، لم ترد مباشرة على الجزائر أو البوليساريو، واختارت بدلا من ذلك تحذيرهما من خلال وسائل الإعلام من أي مس بمصالحها الحيوية. هذا الموقف الواقعي ينسجم مع موقف دول منطقة غرب إفريقيا الأخرى التي تقف خلف الأمم المتحدة، في احترام تام لقرارات الاتحاد الإفريقي، الذي يعتبر أن قضية الصحراء هي من الاختصاص الحصري للأمم المتحدة.

أخيرا، في مواجهة هذا الاتحاد القوي الذي تشكل ضدها، أبانت البوليساريو عن انقسام قادتها الذين يتقاذفون الآن المسؤولية عن هذا القرار السيئ ... الذي اتخذ في حقيقة الأمر في الجزائر التي يبدو أنها تدفع البوليساريو نحو الانتحار.

تحرير من طرف محمد ولد البواه
في 29/09/2020 على الساعة 20:30