محللون يناقشون تحديات زيارة ملك إسبانيا للمغرب

Le360

في 15/07/2013 على الساعة 14:24, تحديث بتاريخ 17/07/2013 على الساعة 12:33

خلقت زيارة العاهل الاسباني خوان كارلوس للمغرب، العديد من التساؤلات حول ما تحمله هذه الزيارة من أهمية اقتصادية وسياسية للبلدين، ل Le360، حملت بعضا من هذه الأسئلة إلى كل من الأستاذين ادريس لكريني ومحمد زكرياء أبو الذهب.

ويرى ادريس لكريني الباحث السياسي المغربي وأستاذ العلاقات الدولية، أن زيارة العاهل الإسباني خوان كارلوس للمغرب تأتي في سياق متغير، وأرجع ذلك إلى الأزمة الإقتصادية الاسبانية، وكذا الارتباك السياسي الذي يعيشه المغرب بعد إنسحاب حزب الاستقلال من الحكومة.

وأضاف لكريني ل Le360، "هذه الزيارة من أعلى الهرم السياسي الاسباني إلى المغرب، لابد وأن تنعكس بشكل إيجابي على العلاقات المغربية الاسبانية، فالمغرب بحاجة إلى الاستثمارات الاسبانية، وبحاجة أيضا إلى الاستفاذة من الامكانيات الاقتصادية، ومن التطور الاسباني في عدة مجالات".

واستطرد لكريني، "المغرب أيضا يمكن أن يخلق فضاء خصبا، لإنعاش الاقتصاد الإسباني من حيث تعزيز الاستثمارات في المغرب، لذا عليه أن يستثمر الأزمة الاقتصادية الاسبانية، من أجل إنعاش السوق الوطنية".

وقال لكريني، أن على المغرب أن يستثمر هذه الزيارة، عن طريق ضمان الدعم الاسباني لقضية الوحدة الوطنية، "رغم أن لإسبانيا موقف متميز وجيد من قضية الصحراء المغربية إلى حدود الساعة، لكن يمكننا المراهنة عليه أكثر، حتى يكون أكثر وضوحا في دعم مقترح الحكم الذاتي".

التابث والمتحول

أما محمد زكرياء أبو الذهب، أستاذ العلاقات الدولية، فيرى أن زيارة خوان كارلوس تحمل دلالات كثيرة، "الزيارة تأتي في شهر رمضان المبارك ولها دلالات رمزية، وهذا لا يمنح لأي رئيس دولة، لكن العلاقات المميزة بين البلدين جعلت الزيارة تأتي في شهر الصيام".

وأكد أبو الذهب أن الوفد الذي سيصاحب العاهل الاسباني مهم جدا، "الشق الاقتصادي سيأخذ نصيب الأسد من هذه الزيارة، فاسبانيا خلال السنتين الأخيرتين أصبحت الشريك الاقتصادي الأول للمغرب، الأمر الذي يشكل لإسبانيا مكسبا مهما في ظل مناخ اقتصادي متدبدب بسبب الأزمة".

وعلى الجانب السياسي إعتبر أبو الذهب أنه سيكون حاضر بقوة أيضا، "كما تعرفون إسبانيا مرتبطة مؤسساتيا وقانونيا مع المغرب، وذلك منذ إبرام إتفاقية حسن الجوار والتعاون 1991، إضافة إلى أنها عضو في الاتحاد الأوربي، والمغرب شريك مميز على ضوء الوضع المتقدم الذي منح له سنة 2008”.

وأضاف أبو الذهب "اسبانيا لها مصالح في المغرب، خصوصا فيما يتعلق بقطاع الصيد البحري، خاصة أن الاتفاقية لم تجدد لعدة أسباب، وربما تطمح في توقيع اتفاق تعاون شامل يكون قطاع الصيد البحري جزءا مهما منه، وهذا ما صرح به السفير الاسباني في إحدى المحاضرات التي ألقاها في المغرب".

ولخص أبو الذهب الثابت والمتحول في العلاقات المغربية الاسبانية، فتمثل الثابت في العلاقات الاستراتيجية التاريخية الوطيدة بحكم الجوار، أما المتغير فالزيارة تدخل في سياق تحولات عميقة يشهدها العالم العربي من الناحية الجيوسياسية، وكذا تداعيات الأزمة الاقتصادية التي تجتاج القارة العجوز.

تحرير من طرف حفيظة وجمان
في 15/07/2013 على الساعة 14:24, تحديث بتاريخ 17/07/2013 على الساعة 12:33