هذه الديكتاتوريات التي مازالت تدعم "الجمهورية الصحراوية" الوهمية

DR

في 08/10/2019 على الساعة 14:10

أظهرت أشغال اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة، التي اجتمعت أمس الاثنين بنيويورك، أن "الجمهورية الصحراوية" الوهمية لا تجد الدعم إلا من حفنة من الدول الديكتاتورية.

غالبا ما يتم التركيز على البلدان التي لم تعترف أبدا بـ"الجمهورية الصحراوية" المزعومة (110 دولة) أو تلك التي لم تعد تعترف بهذا الكيان في نهاية عام 2016 (45 دولة)، دون الاهتمام بالبلدان التي مازالت تعترف بهذا الكيان الصوري. وهذه الملاحظة تفرض نفسها في ضوء أشغال اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة، التي تناولت قضايا من بينها مسألة إنهاء الاستعمار.

فالاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والدول الخمس الأعضاء في مجلس الأمن (الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا العظمى وفرنسا)، لم تعترف أبدا بـ"الجمهورية الصحراوية" الوهمية. أي أن 110 دولة في العالم لم تعترف أبدا بهذا الكيان السريالي، الذي تم الإعلان عن خلقه في عام 1976 تحت إشراف العقيد الجزائري السابق هواري بومدين، على الرغم من أنه يفتقر إلى جميع مقومات السيادة اللازمة للمطالبة بهذا الوضع (إقليم، شعب، علم، وما إلى ذلك).

وفضلا عن ذلك، فالبلدان التي سحبت اعترافها بهذا الكيان الوهمي الذي يحمل الاسم فقط! ففي نهاية عام 2016، ما لا يقل عن 45 دولة تنكرت لهذا الكيان.

غير أن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد. بل إن سورينام وزامبيا وجامايكا وغواتيمالا ولاوس والهندوراس، وأخيرا وليس آخرا، مملكة ليسوتو (أعلنت يوم رابع أكتوبر 2019 عن سحب اعترافها بالجمهورية الوهمية) جمدوا اعترافهم بهذا الكيان المزعوم.

إلى حدود اليوم، أكثر من 160 دولة لم لا تعترف بـ"الجمهورية الصحراوية". وبالمقابل، فإن قرابة 24 دولة فقط مازالت تعترف بهذا الكيان. والغريب في الأمر أن العديد من هذه الدول تعيش أوضاعا داخلية كارثية. وليست شعوبهم هي التي ستقول عكس ذلك.

الطيور على أشكالها تقع

من بين تلك الدول التي ما زالت تقدم الدعم لـ"جمهورية الوهم" هي، أولا وقبل كل شيء، الجزائر وهي الدولة الحاضنة لهذا الكيان، والتي يواجه نظامها اليوم مظاهرات شعبية عارمة منذ 22 فبراير، وهي المظاهرات التي تطالب برحيل جميع بقايا نظام العسكر الأخضر وعلى رأسهم الجنرال رئيس الأركان، أحمد قايد صالح.

ليست هناك حاجة للحديث عن "فضائل" هذا النظام الديكتاتوري، ولا عن نظام حاكم كاراكاس، نيكولا مادورو، الذي تخلت عنه غالبية الشعب الفنزويلي، لصالح زعيم المعارضة، خوان غوايدو، ولا ديكتاتور دمشق بشار الأسد، وديكتاتور كوريا الشمالية كيم جون أون، أو زعيم حزب المؤتمر الوطني الأفريقي (ANC)، سيريل رامافوزا...

بطبيعة الحال، لا يمكن للمرء أن يعمم ويقول إن جميع الدول التي تعترف بهذا الكيان الوهمي هي ديكتاتوريات. يتعلق الأمر بشكل خاص بجمهورية نيجيريا أو جمهورية رواندا، من بين الدول الأخرى التي يتفاوض المغرب دائما مع زعمائها لدفعهم إلى إصلاح الخطأ الجيواستراتيجي الذي ارتكبه أسلافهم.

تجدر الإشارة إلى أن السياسة الإفريقية للملك محمد السادس، المدعومة بظهور جيل جديد من القادة الأفارقة البراغماتيين، قد ولدت وعيا جديدا بالتحديات الجيوستراتيجية للقارة، مناقضة لخطابات العالم الثالث المتقادمة التي مازالت بعض الأنظمة، مثل جنوب أفريقيا، للأسف تستمر في ترديدها.

تحرير من طرف محمد حمروش
في 08/10/2019 على الساعة 14:10