القرار 2468 حول الصحراء: هذه الجمل القصيرة التي أثارت استياء البوليساريو وراعيتها الجزائر

DR

في 01/05/2019 على الساعة 16:02

أثار تشديد نص القرار رقم 2468 على عبارات "واقعية" و"توافق" عوض التشديد على مبدأ "تقرير المصير"، أثار استياء جبهة البوليساريو الانفصالية، إلى درجة أنها هددت بالانسحاب من المسلسل السياسي. وفيما يلي التفاصيل.

البوليساريو مستاءة جدا ولا تخفي استياءها. فبعد المصادقة على القرار 2468 أمس الثلاثاء من قبل مجلس الأمن بأغلبية ساحقة، انتقدت جبهة البوليساريو مجلس الأمن لأنه "لم يندد بالأعمال المزعزعة للاستقرار" التي يقوم بها –حسبها- المغرب والتي من شأنها أن "تقوض المسلسل السياسي الهش".

هذا التهديد بالانسحاب من المسلسل السياسي الذي يحاول الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس ومبعوثه الشخصي إلى الصحراء هورست كوهلر أن يضعا هذا المسلسل على السكة سبع سنوات بعدما توقف (مارس 2012) بسبب تمسك البوليساريو وراعيتها الجزائر بخيار "استفتاء تقرير المصير".

هذا المفهوم الرومانسي الذي مازالت تدافع عنه البوليساريو بالرغم من أنه من بقايا فترة الحرب الباردة، لكن لم يعد يجد له أدنى صدى لدى مجلس الأمن. فـ"تقرير المصير" لم يتم ذكره إلا مرتين في نص القرار 2468، ناهيك عن أن مفهوم "الاستفتاء" الذي اختفى نهائيا من مصطلحات الأمم المتحدة وجهازها التقريري كما يدل على ذلك القرارات السابقة كالقرار 2440 الصادر نهاية أكتوبر 2018 والقرار 2414 الصادر في أبريل 2018.

القصاصة التي نشرتها وكالة الأنباء الصحراوية أمس الثلاثاء 30 أبريل حتى قبل اجتماع مجلس الأمن من أجل التصويت على القرار الجديد، أظهر استياء الجبهة الانفصالية.

وبنبرة التحدي، ردت البوليساريو على مجلس الأمن بالقول هذا الأربعاء أن "الحل الوحيد القابل للتطبيق والواقعي والدائم هو الحل الذي يعطي لشعبنا الحق في تقرير مصيره بكل حرية وبكل ديمقراطية وبدون شروط مسبقة".

وبعبارة أخرى، تواصل البوليساريو ترديد مفهوم "تقرير المصير" الذي يتعارض مع إرادة مجلس الأن في الدفع باتجاه حل سياسي قائم على "التوافق" و"الواقعية"، وهما المفهومان اللذان ذكرا على التوالي خمس وأربع مرات في نص القرار 2468.

إن الاستمرار في الدفاع عن مفهوم "الاستقلال" الذي عفا عنه الزمن يؤشر على تجاهل البوليساريو للحقائق الجيوسياسية الجديدة. إن التمسك بموقف متقادم وعقيم يعود إلى فترة الحرب الباردة، يجعل البوليساريو تفقد ما تبقى لها من مصداقية باعتباره "محاور" في المسلسل الذي ترعاه الأمم المتحدة من أجل الوصول إلى حل سياسي لنزاع أصبح يشكل عبئا على المجتمع الدولى.

تحرير من طرف محمد حمروش
في 01/05/2019 على الساعة 16:02