لهذا على الجزائر والبوليساريو أن يكفّا عن النصب باسم حقوق الإنسان

DR

في 15/04/2019 على الساعة 14:19

بالرغم من الثورة الشعبية غير المسبوقة في الجزائر، يستمر النظام الجزائري وصنيعته البوليساريو في اتباع سياسة الهروب إلى الأمام ويحاولون بأسلوب بئيس أن يهاجموا المغرب باستغلال ورقة حقوق الإنسان.

"إذا كان سقف بيتك من زجاج فلا تقذف جارك بالحجارة". ففي الوقت الذي يكاد السقف يتداعى على رأس النظام الجزائري وصنيعته البوليساريو جراء الزلزال الذي أحدثته انتفاضة الشعب الجزائري الشقيق والتي وصلت ارتداداتها إلى تندوف، استمرا (أي النظام الجزائري والبوليساريو) بطريقة كاريكاتورية في حربهم ضد المغرب باستغلال ورقة حقوق الإنسان.

مناسبة هذا القول هو استمرار الجزائر والبوليساريو في تهجمهما على المغرب عن طريق وسائل الإعلام الموالية لهما سواء ضد اتفاق الصيد البحري الذي تمت المصادقة عليه بأغلبية ساحقة من قبل البرلمان الأوربي بعدما تبين بأن هذا الاتفاق يعود بالنفع على الساكنة المحلية، أو فيما يخص وضعية حقوق الإنسان بالأقاليم الصحراوية التي هي في الواقع أحسن بكثير من وضعية حقوق الإنسان في الجزائر نفسها أو في جحيم مخيمات تندوف.

فعوض الانكباب بشكل جدي والاستجابة لمطالب الشعب الجزائري الشقيق والتي تتجلى أساسا في رحيل كل رموز النظام "المافيوزي" وكذا الاستجابة للمطالب الملحة لسكان تندوف، الذين يعانون من الإهمال والإذلال، فإن النظامين معا يغضان الطرف عن كل هذه الأمور ويحاولان توجيه الرأي العام عبر وسائل الدعاية (بما في ذلك وكالة الأنباء الجزائري وكذا ما يعرف بوكالة الأنباء الصحراوية) إلى الوضعية في الأقاليم الجنوبية المغربية التي تحولت باعتراف سلطات بروكسيل (مقر المفوضية الأوربية) وستراسبورغ (مقر البرلمان الأوربي) مدنا متطورة وتشبه إلى حد بعيد المدن الأوربية، هذا دون الحديث عن الأمم المتحدة التي أشاد المبعوث الشخصي لأمينها العام إلى الصحراء، هورست كوهلر، بمستوى التطور والرفاه الذي أصبحت تنعم به هذا الأقاليم العزيزة على قلوب كل المغاربة.

هل يمكن للنظام الجزائري ولصنيعته البوليساريو أن يستمرا في لعبة إيهام الرأي العام الدولي بـ"خروقات حقوق الإنسان" وهمية بجنوب المغرب؟

هذه الادعاءات السخيفة التي يتم الترويج لها منذ أربعين سنة ستضحك اليوم أكثر من أي وقت مضى، حتى جمال لحمادة. وإذا كان بإمكان الجمال أن ترى سنامها، فسوف يعتريها الخجل.

غير أنه يبدو أن النظام الجزائري المتداعي وكذا جبهة البوليساريو بتندوف يرفضان هذه الحقيقة التي لا مراء فيها، اللهم إذا كانا مصابين بالعمى. فهما يواصلان الهروب إلى الأمام غير مكثرتين بمطالب مواطنيهم وكذا الوقائع الجيوستراتيجية الجديدة التي لا يمكنهما أن يظلا يتجاهلانها إلى ما لا نهاية دون أن ينتهي بهما الأمر إلى.. السقوط في الهاوية!

يتعين اليوم القيام من جانب المغرب بهجوم مضاد من أجل كشف هذا "النفاق" وكذا التناقضات الفاضحة للثنائي الجزائري-الانفصالي. هناك قنوات، غير تلك القنوات الرسمية التي أبدت تحفظا متفهما في هذه المرحلة الحساسة التي يمر بها الجار الشرقي، يمكن استعمالها من أجل تفنيد الادعاءات الكاذبة التي تحاك بشأن حقوق الإنسان بالصحراء المغربية.

في الختام هناك ملاحظة أخرى لا بد من ذكرها: أين هي منظمات حقوق الإنسان؟ لماذا تدفن رأسها اليوم في الرمال مثل النعام ولماذا لا تنتقد بحدة، كما تفعل مع المغرب، الخروقات غير المقبولة المرتكبة في الجزائر وفي تندوف؟ لماذا لم تعبر عن استهجانها للقمع البربري الذي تعرض له الشعب الجزائري يوم الجمعة الماضي؟ باسم أي "حق" سمحوا لأنفسهم بالتغاضي عن هؤلاء الأطفال الجزائريين الذين كانوا يعانون من الألم على الأرض بعدما تم إطلاق الغازات عليهم من قبل قوات مكافحة الشغب بأمر من الجنرال قايد صالح؟ وماذا عن الحصار الرهيب على "المحجز" التندوفي، حيث أن كل حركة للسكان هناك مراقبة ومقيدة بما في ذلك تنقل السكان من أجل البحث عن لقمة العيش لأبنائهم! هذا دون الحديث عن استمرار قيادة جبهة الشر في سرقة المساعدات الإنسانية الموجهة لسكان تندوف بلا حسيب ولا رقيب.

تحرير من طرف محمد حمروش
في 15/04/2019 على الساعة 14:19