بالفيديو: كيف تحاول السعودية ابتزاز المغرب باستعمال ورقة الوحدة الترابية

DR

في 05/02/2019 على الساعة 19:03

قناة "العربية"، الناطقة باسم النظام السعودي، قدمت مؤخرا برنامجا يشكك في سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية الصحراوية، وقدمت بالتالي خدمة لجبهة البوليساريو الانفصالية التي أشادت بـ"موضوعية" القناة!

تذكروا هذا التاريخ: 20 أبريل 2016، ملك المملكة العربية السعودية سلمان، عبر بمناسبة أول قمة مغربية مع دول مجلس التعاون الخليجي عن دعم واضح ومطلق للوحدة الترابية للمملكة المغربية. نفس الدعم عبر عنه بنفس المناسبة وزير الخارجية السعودي الأسبق، عادل الجبير، أمام كاميرات العديد من القنوات التلفزية، مؤكدا أن معركة المغرب من أجل وحدته الترابية هي معركة العربية السعودية.

هذا الموقف الرسمي للرياض يجب أن يكون بطبيعة الحال هو الموقف التي تدافع عنه قنواته الإعلامية. غير أن البرنامج الذي قدمته بداية شهر فبراير قناة "العربية" التي أنشئت يوم ثالث مارس 2003 من طرف أحد أمراء العائلة الحاكمة بالسعودية، بهدف مواجهة نفوذ قناة "الجزيرة" القطرية، حادت عن هذه القاعدة. ففي هذا البرنامج، قناة "العربية" لم تلتزم فقط بالمواقف المعلن عنها من قبل قادة الرياض، بل إنها انحازت بشكل فاضح لأطروحات الجبهة الانفصالية، بل الأمر من ذلك ادعى مقدم البرنامج زورا وبهتانا أن البوليساريو، التي تأتمر بأوامر سادتها بالجزائر، تعترف بها الأمم المتحدة كـ"ممثل وحيد"!

إذا لم تكن تحمل غلا وضغينة اتجاه المغرب، فإن قناة "العربية" أبانت عن جهل مطبق بالوضعية الجيوسياسية الحالية، والمتمثلة على الخصوص في سلسلة من الضربات التي تلقتها الجمهورية الوهمية وراعيتها الجزائر. وأخر هذه الضربات التي تلقتها البوليساريو يوم 16 يناير الماضي، عندما صوت البرلمان الأوربي بأغلبية مطلقة على الاتفاق الفلاحي بين المغرب والاتحاد الأوربي (440 برلماني أوربي صوت لصالحه مقابل 167 معارض) وهو الاتفاق الذي يشمل أيضا الصحراء المغربية.

لم تنبس قناة "العربية" ببنت شفة بشأن هذه الصفعة الأخيرة بالتحديد، كما لم تشر إلى القرار 2440 لمجلس الأمن الذي وضع النقاط على الحروف عندما اعتبر الجزائر كطرف أساسي في نزاع الصحراء المفتعل.

إن حضور الجزائر في الطاولة المستديرة التي نظمت بجنيف يومي 5 و6 دجنبر 2018، لم يكن ليتم لولا الأمر الصادر عن مجلس الأمن يوم 31 دجنبر 2018 من خلال القرار السالف الذكر الذي ذكر الجزائر على الأقل ثلاث مرات باعتبارها طرفا وليس كـ"بلد ملاحظ" كما كان يحصل في السابق.

والأدهى من ذلك أن قناة "العربية" التزمت الصمت بشأن مسؤولية الجزائر، التي تحرك البوليساريو كدمية بحسب هواها ومصالحها، في نزاع الصحراء.

على كل حال، وكما قال الراحل الحسن الثاني عن حق: "لا تضع وقتك في تقديم حجج بحسن نية لأشخاص سيئي النية".

لا يجب أن ننسى الخرجات والتصريحات المعادية لتركي آل الشيخ، أحد المساعدين المقربين لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، التي شكلت "طعنة" للمغاربة. لذلك فليس من قبيل الصدفة أن يعمد هذا الرئيس لجامعة كرة القدم السعودية (والعربية) إلى نشر خريطة المغرب بدون صحرائه.

كل القرائن تدل على أن هذه الخرجات عبر القنوات الإعلامية شبه الرسمية أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يتم التخطيط لها على أعلى مستوى بمراكز القرار السعودي.

إن توالي الخرجات الإعلامية المغرضة تسائل سياسة الرياض التي يتعين عليها توضيح موقفها من الوحدة الترابية للمملكة المغربية.

إن المملكة العربية السعودية لا يجب بأي حال من الأحوال أن تتنصل من مسؤوليتها اتجاه المغرب الذي تعتبره "بلدا صديقا". إن أصحاب هذه الحملة الممنهجة لا يمكنهم أن يتناسوا التضحيات التي قدمها المغرب لفائدة العربية السعودية ودماء الجنود المغاربة الذين ماتوا من أجل الدفاع عن الوحدة الترابية لهذا البلد ومواجهة أي تهديد خارجي.

تحرير من طرف محمد حمروش
في 05/02/2019 على الساعة 19:03