رئيس مؤسسة إسلام فرنسا يتطاول على ذاكرة الراحل الحسن الثاني

DR

في 04/02/2019 على الساعة 18:03

الرئيس الجديد لمؤسسة إسلام فرنسا، المدعو غالب بن الشيخ اختار طريقة لجلب الأنظار بالتهجم على أحد رموز المملكة المغربية: الملك الراحل الحسن الثاني. هذا الدعي الجاهل بتاريخ وعظمة ملك اسمه الحسن الثاني، تعرض لوابل من الانتقادات على خرجته غير المحسوبة.

ما الذي أصاب الرئيس الجديد لمؤسسة إسلام فرنسا، المدعو غالب بن الشيخ؟ ما الذي دفع هذا الفرنسي-الجزائري للمغامرة بالنبش في قضية من الماضي تعود إلى سنة 1989، تتعلق بفتاتين من مدينة كريل اللتين منعتا من الدخول إلى الإعدادية التي تدرسان فيها لكونهما يحملان الحجاب؟ بحسب رئيس مؤسسة إسلام فرنسا الذي يبدو أنه أصيب بلوثة في عقله، والمدفوع ربما من قبل سادته بالجزائر، فإن قضية حجاب كريل ابتدأت عندما "قال أمير المؤمنين في المغرب بأنه يتعين احترام الحجاب".

ما الذي يمكن أن يبرر هذه الخرجة المتهافتة لهذا الشخص الذي يدعي بأنه متخصص في الفكر الإسلامي؟ بأي حق يتطاول على ذاكرة ملك كبير يشهد الجميع على أنه كان من أشرس المدافعين عن قيم الإسلام وعن المؤمنين بما فيهم الجزائريين أنفسهم؟

يجب التنبيه بداية إلى أن المدعو غالب بن الشيخ برهن على أنه يجهل جهلا مطبقا بحقائق الأمور. البلاغ الذي أصدره خليل مرون عمدة المسجد الكبير بكوركورون (بالضاحية الجنوبية لباريس) يؤكد هذه الحقيقة، حين أكد في بلاغه: "من المدهش أن قضية حجاب كريل (1989) الذي حظيت حينها بتغطية إعلامية واسعة والأرشيفات شاهدة على ذلك، يمكن أن تفتح الباب على مثل هذه الادعاءات".

ويتابع قائلا "عشرون سنة بعد هذه الواقعة، يأتي رئيس مؤسسة إسلام فرنسا ليدعي عكس الموقف التوفيقي لجلالة الملك المغفور له الحسن الثاني. فبفضل تدخله الشخصي خلعت الفتاتان حجابهما وعادتا إلى الإعدادية من أجل مواصلة تعليمهما. هذه الواقعة يعرفها الجميع"، مشيرا في هذا الصدد إلى برنامج "ساعة الحقيقة"، الذي يقدمه جاك شانسيل والذي أذيع مباشرة في شهر أكتوبر 1989.

وأضاف عمدة المسجد الكبير بكوركورون: "رئيس مؤسسة إسلام فرنسا، بحكم الوظيفة التي يشغلها حاليا، يتطاول على ذاكرة شخص راحل بادعاءات كاذبة، وهو أمر يمجه الإسلام".

لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل إنه في خضم السخط العام الذي أثارته هذه الخرجة الرعناء لهذا الفرنسي-الجزائري، خرج اتحاد مساجد فرنسا بجهة إيل دو فرانس هو الأخر عن صمته ووصف تصريحات غالب بن الشيخ بـ"الكاذبة، والقذف والمناورة"، معبرا عن استهجانه ورفضه البات لمثل هذه الادعاءات.

في البلاغ الموقع من قبل رئيسه، حمان اليعقوبي، حذر اتحاد مساجد فرنسا من التفرقة التي يمكن أن تحدثها مثل هذه التصريحات "التي من شأنها أن تضر بين مسلمي فرنسا والتي من شأنها أيضا أن تزرع الشك في قدرة صاحبها (أي غالب بن الشيخ) على توحيد صفوفهم".

ثم وضع حمان اليعقوبي النقط على الحروف عندما أكد قائلا: "بفضل جلالة المغفور له الحسن الثاني تم حل أزمة الحجاب بكريل"، منتفدا في الوقت نفسه الجهل المطبق الذي أبان عنه المدعو غالب بن الشيخ.

تحرير من طرف محمد حمروش
في 04/02/2019 على الساعة 18:03