حصري. تحطم طائرة الميراج بتاونات.. هكذا تجنب الطيار كارثة

DR

في 22/01/2019 على الساعة 17:28

تمكن الطيار المغربي الشاب، الذي تمتع بحضور ذهني واضح، رغم صغر سنه، أثناء سقوط طائرته الحربية "ميراج إف 1"، من تجنب سيناريو أسوأ كان من الممكن أن يؤدي إلى خسائر جسيمة، بابتعاده عن المناطق المأهولة بالسكان. التفاصيل.

حدث ذلك ظهيرة أمس الاثنين 21 يناير بمنطقة تاونات، حيث أبلغ برج المراقبة القاعدة الجوية الملكية الخامسة في سيدي سليمان، عن فقدان طائرة عسكرية مقاتلة كانت تقوم بمهمة تدريب في أجواء المنطقة، بعد توصله بإنذار من هذه الأخيرة. ولكن ما الذي حدث للطائرة ذات المقعد الواحد لتختفي على شاشات الرادار؟

"لقد توقف محرك" الطائرة ميراج إف 1، هذه الطائرات الحربية الفرنسية من الجيل القديم التي خضعت للتو لتحديثات على مستوى المحرك والأجهزة الإلكترونية، كان مقررا وضعها خارج الخدمة سنة 2025، وهي الأن مخصصة لتدريب الطيارين المستقبليين للقوات الملكية الجوية المغربية.

الطيار، البالغ من العمر عشرين عاما، كان في وضع خطير، وقد حاول إعادة تشغيل المحرك، لكن بدون جدوى، في الوقت الذي كانت فيه الطائرة فوق دوار "أبويات" التابع لجماعة "الغوازي"، "قرية بامحمد".

توقف المحرك، حدث فوق دوار مأهول حسب إشارة الطائرة، الطيار الشاب لم يتردد كثيرا بين خياري النجاة بحياته وإنقاد سكان قرية بأكملها، واختار المغامرة بحياته بالبقاء في الطائرة محاولا إبعادها عن القرية المأهولة قدر المستطاع مع إدراكه أنه يضع سلامته في خطر. وحسب ما صرح به مصدر لموقع le360 (فضل عدم الكشف عن هويته)، فإن الطيار "كان مستعدا للتضحية بنفسه في سبيل إنقاذ الاخرين".

صحيح أن هذه التعليمات تلقن للطيارين المقاتلين الشباب، غير أن تطبيقها على أرض الواقع أمر صعب.

الطيار لم يخالف هذه القاعدة الذهبية على الرغم من صغر سنه ونقص تجربته، ليبين بذلك عن انضباط وشجاعة يستحقان التنويه.

الطيار الشجاع لم يتمكن فقط من تجنب "حمام دم"، لا قدر الله، بين سكان القرية، بل تمكن هو نفسه من الخروج سالما من هذه الحادثة.

وحسب مصدر موقع le360 فإن الطيار قد بقي في الطائرة على الرغم من يقينه أنه لن يتمكن من تشغيل محرك الطائرة"، مشيرا إلى أنه لم يقذف بنفسه خارج الطائرة إلى ان وصل لارتفاع منخفض: 400 متر فوق سطح الأرض، ليحافظ بذلك على حياة العديد من سكان القرية الذين تجمعوا حول الطائرة المحترقة، ولم يصدقوا أنهم قد خرجوا سالمين من هذه الحادثة التي كادت تكون مأساوية.

بهذا الموقف الشجاع قدم الطيار الشاب دليلا على الروح المهنية العالية وشجاعة قواتنا المسلحة الملكية الشجاعة.

تحرير من طرف محمد حمروش
في 22/01/2019 على الساعة 17:28