هكذا أبانت أمينة ماء العينين عن ازدواجية خطابها

البرلمانية في حزب العدالة والتنمية أمينة ماء العينين

البرلمانية في حزب العدالة والتنمية أمينة ماء العينين . DR

في 10/01/2019 على الساعة 14:24

أبانت النائبة البرلمانية عن حزب العدالة والتنمية، أمينة ماء العينين، عن ازدواجية كبيرة في خطاباتها الخاصة. إذ نشرت، عبر حسابها على فايسبوك، تفاصيل حديث أجرته مع عبد الإله بنكيران، أخبرها فيه بأنها حرة في أن ترتدي ملابسها كما يروق لها، متناسية بذلك هجماتها على النساء غير المرتديات للحجاب.

منذ انفجار الفضيحة المتعلقة بانتشار صور لأمينة ماء العينين، بدون حجاب في باريس، لازالت النائبة المنتمية للبيجيدي مستمرة في مضاعفة تبريراتها... فعلى موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، تطرقت ماء العينين إلى تفاصيل نقاش كان قد دار بينها وبين مع عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة السابق والأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية (والذي لازال بمثابة رجله الأقوى)، قال لها من خلاله: "نقولك واحد الحاجة، أنا لو جاءتني ابنتي تقول لي: إني أفكر في خلع الحجاب فسأقول لها ذلك شأنك وحدك. سبق ان صرحتُ مرارا أن الحجاب ليس شرطا للنساء للانخراط في الحزب أو النضال في صفوفه وقد بحثنا عن نساء بدون حجاب لترشيحهن في الحزب".

اللقاء مع بنكيران اتصل الكثيرون يسألون عن لقائي ببنكيران الذي انتشر خبره قبل حدوثه ثم بعده. وكنت قد آليت على نفسي ألا...

Posted by Maelainine Amina on Wednesday, January 9, 2019

الأكثر غرابة هنا، هو أن هذا الموقف لم يحتضنه يوما رئيس الحكومة السابق، ولا الموالين له. فالواضح والمتعارف لدى عامة الناس أن كل شخص حر في ارتداء الملابس التي يراها مناسبة له، وأن يقرر إزالة الحجاب، في المغرب أو في أي مكان آخر، فهذا حقه المطلق ولا يمكن لأحد أن يتدخل في ما يتعلق بالحريات الفردية.

في الواقع، فإن ما يثير التساؤل، هو كون أولئك الذين يبدون تلك الملاحظات قد بنوا حياتهم السياسية بالكامل من خلال مهاجمة هذه الحقوق والحريات نفسها.

أليست هذه هي نفس النائبة التي ضربت بقوة في ماي 2014، وهاجمت الأقليات الجنسية ووجهت قصفها تجاه الخطب التي تتسامح مع "البذاءات"، وتحدت في ذاك الصدد وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية في البرلمان؟

أليست أمينة ماء العينين هي التي أثارت ضجة حقيقية في عام 2015، داعية إلى الثورة ضد القناة الثانية 2M بسبب حفل جينيفر لوبيز، المقرر في إطار مهرجان موازين؟

كل ذلك باسم التواضع والقيم الإسلامية وما "يباع" من لدن هؤلاء الأيديولوجيين كتقاليد مغربية...

إن منع الحقوق الفردية اليوم هو بمثابة مرض انفصام كبير، وفي أسوأ الأحوال، فهو ازدراء للذكاء والحس السليم السليم لجميع المغاربة...

علاوة على ذلك، فإن العديد من المدافعين عن أمينة ماء العينين قد أدينوا بنفس الخطاب المزدوج.

وقد أضاف عبد الإله بنكيران قليلاً من الملح، وذلك من خلال "التحقق" من طريقة تصرف النائبة.

حتى في عام 2001 في البرلمان، وفي ظل أزمة هستيريا حقيقية، سمح لنفسه بالصراخ في وجه المصورة-الصحفية بالقناة الثانية، أمينة خباب، دافعا إياها للمغادرة، وذلك بسبب ارتدائها لملابس لم تنل إعجابه، وهنا يتضح جليا ما يسمى بـ "ازدواجية الخطاب".

وبدوره لحبيب شوباني حينما كان وزيرا (عن البيجيدي)، كان قد طالب في أبريل 2014 الصحافية خديجة رحالي (العاصمة بوست) بمغادرة البرلمان بسبب لباسها الذي اعتبره "غير مناسب".

وللغوص أكثر في تفاصيل صور ماء العينين، سنجد أنها اختارت واحدة من المناطق الساخنة في باريس، التي يقطنها تجار الجنس: شارع كليشي. كما ظهرت بالقرب من حفرة المترو، وهو تذكير على الأرجح بالصورة الشهيرة لمارلين مونرو عندما كانت تستقبل هواء يثير تنورتها. كما اختارت، مولان روج، ملهى الراقصات العاريات في كثير من الأحيان. وإلى جانب ذلك، فإن ملابس راقصات مولان روج تشبه ملابس جنيفر لوبيز التي صدمت ماء العينين خلال مهرجان موازين... إنه بالفعل: "خطابا مزدوجا".

إن كل من عبد الإله بنكيران، وأمينة ماء العينين، وحزب العدالة والتنمية كحزب ذي مرجع إسلامي، هم في الحقيقة الأكثر تناقضا. فمن خلال تأييد تلك الصور، استطاعت أمينة ماء العنين النزول للقول، بدعم من بنكيران، إن الحجاب هو أمر شخصي. هذا بات سهلا جدا! لقد كان من الضروري أن نتذكر جميع هجمات الماضي ضد الأشخاص الذين لم يرتدوا الحجاب. إن الانتخاب على أساس الكلام والقدوم اليوم لمناشدة احترام الحياة الخاصة قصيرة هو، بالفعل، بمثابة حدث مثير للجدل.

تحرير من طرف طارق قطاب
في 10/01/2019 على الساعة 14:24