"الديناصورات النقابية".. ألم يحن وقت انقراضها؟

DR

في 25/11/2018 على الساعة 16:00

تمت إزاحة نوبير الأموي، البالغ من العمر 82 عاما، فقط لفسح المجال أمام عبد القادر الزاير، وذلك بعدما ترأس منصب الأمين العام للكونفدرالية الديمقراطية للشغل منذ سنوات. فإلى متى سيستمر تربع "الديناصورات القديمة" على كراسي المناصب الرئاسية للاتحادات النقابية المغربية؟

يأتي "شيخ" ليحل مكان "شيخ" آخر. فبعد نوبير الأموي، الذي ترأس الكونفدرالية الديمقراطية للشغل منذ نشأتها سنة 1978، يأتي الآن الدور على عبد القادر الزاير ليكون على رأس الـ CDT، والذي اشتغل سابقا ضمن الذراع النقابي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.

ويبقى التساؤل الأكبر حول الأسلوب الانتخابي الذي منحت به رئاسة الكونفدرالية للسيد عبد القادر الزاير، الذي انتخبه الكونغرس وليس المجلس الوطني كما كان مقررا أصلا. لا يزال العديد من "الزعماء" يتفوقون على سجلات طول العمر للبقاء على رأس الجهات النقابية.

وعلى هذا الأساس، فإن أقدم مركز نقابي في المغرب، في هذه الحالة، هو الاتحاد المغربي للشغل (UMT)، الذي تأسس عام 1955، فهو الآن ليس في موقف يجعله يحسد الـ CDT. فقد ترك محجوب بن صديق منصبه بـ UMT فقط بعد تمرير السلاح على اليسار، في عام 2010، إلى ميلودي مخاريق، الذي بقي "زعيما" لا رجعة فيه منذ ذلك الحين. وفي الوقت نفسه، تم إسقاط حميد شباط في ماي 2017، ما خلف استياء عام داخل صفوف الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، الذراع النقابي لحزب الاستقلال.

لكن دعونا نمضي قدما، وهنا سنتساءل من جديد: باسم أي منطق يستمر هؤلاء "الزعماء" على رأس اتحاداتهم؟ إلى متى ستستمر هذه "الشرعية التاريخية" الأسطورية على حساب "شرعية الأداء"؟ ألم يشعروا بحدوث جمود على مستوى الحياة النقابية بسبب هذه "الأزمنة التاريخية" المضطربة بشدة؟ لماذا يستمر منع الشباب من تولي زمام النقابات؟ هل هم حقا يفتقرون إلى المهارات ، كما ادعى عبد القادر الزاير مؤخرا؟ ماذا عن مبدأ التناوب في السلطة؟...

وأثناء الحديث عن الديمقراطية، من المؤكد أن الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، مثلها مثل العديد من النقابات الأخرى، تعطي مثالاً سيئاً. سيئة للغاية ...

تحرير من طرف محمد حمروش
في 25/11/2018 على الساعة 16:00