صراع قوي بين باريس والجزائر العاصمة

DR

في 21/09/2018 على الساعة 16:45

السفير الفرنسي السابق في الجزائر العاصمة، برنارد باجوليت، وهو أيضا الرئيس السابق لوكالة الاستخبارات الفرنسية، يوجه الاتهام ضد النظام الجزائري الذي يعيش مرحلة الاحتضار. التفاصيل.

"إن الرئيس بوتفليقة، بكل الاحترام الذي أكنه له، يبقى على قيد الحياة بشكل مصطنع. ولن يتغير شيء في هذه الفترة الانتقالية ". حسب ما جاء على لسان الرئيس السابق لوكالة الاستخبارات الفرنسية CGSE خلال الفترة الممتدة ما بين 2013 إلى 2017.

وفي مقابلة مع صحيفة "Le Figaro" اليومية، يؤكد برنارد باجوليت، وهو أيضا سفير فرنسي سابق في الجزائر (2006-2008)، على أن النظام الجزائري فعلا يحتضر. اقرؤوا جيدا أن النظام الجزائري "يبقي على قيد الحياة بشكل مصطنع"، وعبد العزيز بوتفليقة، وهذا النظام هو جسد واحد، ومرض هذا الأخير ينطوي بالضرورة على التسمية التي تدين ببقائها فقط كقوة قابضة تواصل تشديدها على الشعب الجزائري الشقيق، باسم "شرعية تاريخية" معينة! يقول الرئيس السابق لوكالة الاستخبارات الفرنسية: "إن التسمية الجزائرية، قضية أو وريث الحرب الجزائرية، لا تزال بحاجة إلى إضفاء الشرعية على نفسها من خلال استغلال المشاعر تجاه القوة الاستعمارية السابقة".

شحنة (غير رسمية) غير مسبوقة، توضح مدى انزعاج باريس من هذا النظام، الذي يحاول رجاله، عاما بعد عام، الحفاظ على أنفسهم، تماما مثل بوتفليقة الذي يريدون إفساد حياته، أو ما تبقى منها، لغرض وحيد هو الحفاظ على مصالحهم، على حساب شعب متضايق من إهمال ووحشية رجال الزي العسكري.

وتأتي تصريحات الرئيس السابق لـ DGSE بعد بضعة أيام من حرب حية بين باريس والجزائر، حيث أمرت هذه الأخيرة، الأربعاء الماضي، برفع جهاز الأمن أمام المباني الدبلوماسية الفرنسية في الجزائر، بما فيها السفارة والقنصليات، باستثناء المدارس. وذلك كمقياس للانتقام يأتي بعد رفض السلطات الفرنسية إقامة حارس ثابت أمام إقامة "سعادة السفير الجزائري في باريس عبد القادر مسدوة"!

ومن أجل الحفاظ على مصلحة هذا الدبلوماسي، فإن النظام الجزائري مستعد للتضحية بهؤلاء، والأهم من ذلك بكثير، بشعب بأكمله! فيكفي أن أحد رجال "فخامته الرئيس" قلق، وهو ما يجعل كل أجهزة الدولة في حالة تدهور مستمر.

أثبتت التجربة أنه لا شيء يتفوق على "فخامته الرئيس بوتفليقة"، الذي يريد أن يكسر سجلات طول العمر في السلطة، متجاهلا مستقبل شعبه ومستقبل شعوب المنطقة، إذ يريد النظام تطبيق الانفصال، بين الأشقاء المغاربة والجزائريين، عن طريق إغلاق الحدود بشكل منهجي، والحفاظ على مليارات الدولارات المأخوذة من "صحن الفقراء" المواطن الجزائري، أما الكيان الانفصالي المسمى "RASD" فلا وجود له غير الاسم!

ألم يحن الوقت لوضع حد لهذا النظام الاستبدادي، الذي لا يستطيع الاستمرار مع الإفلات من العقاب بسبب تجازوه لحق المنطقة في السلام والاستقرار ومستقبل أفضل؟ إلى أي مدى يمكننا أن نسمح لهذا النظام بأن يلعب بأمن منطقة تعاني من التهديد الإرهابي، وعصابات المخدرات والاتجار بالبشر؟

إن تقارير هذا النظام المليء بالكراهية ليست متوترة مع فرنسا فقط، بل أيضا المغرب وتونس وليبيا ومالي والنيجر... الجزائر لديها علاقات غير محترمة مع الجميع! هل هي حقا ضد الجميع؟ ما الذي ينتظره العالم لإنقاذ الجزائر والمنطقة من هذا النظام المميت؟

تحرير من طرف محمد حمروش
في 21/09/2018 على الساعة 16:45