افتتاحية. خيانة سعودية باسم "الأخوة العربية"

تركي آل الشيخ وكارلوس كورديرو رئيس الاتحاد الأمريكي لكرة القدم

تركي آل الشيخ وكارلوس كورديرو رئيس الاتحاد الأمريكي لكرة القدم . DR

في 14/06/2018 على الساعة 09:43

الخضوع التام الذي عبر عنه تركي آل الشيخ طيلة الفترة التي سبقت إعلان الفائزين بتنظيم مونديال 2026، يأتي تماشيا مع سياسة الرياض.. عودة لتفاصيل خيانة سعودية باسم "الوحدة العربية"!

ما إن أعلن يوم أمس عن فوز الملف الأمريكي بتنظيم مونديال 2026، حتى أعطى كارلوس كورديرو، رئيس الاتحاد الأمريكي لكرة القدم تصريحا مخصصا بالكامل لشكر بلد واحد دون غيره: المملكة العربية السعودية، في شخص ملكها ثم ولي عهدها محمد بن سلمان و"صديقه" الخادم المطيع للملف الأمريكي تركي آل شيخ، رئيس الاتحاد السعودي للعبة.

لم يكن شكر كارلوس كورديرو للسعودية محض صدفة، فهذا البلد جعل من الملف الأمريكي أولوية أولوياته، ودافع عنه بشراسة وحماس يفوقان ما قام به الأمريكيون أنفسهم.

هذا الحماس اللافت لم يكن له من داع سوى استهداف بلد "شقيق" وحليف للسعودية، ما حصل، ودون لف ودوران ليس له سوى تسمية واحدة: الخيانة. صحيح أن هناك الواقعية السياسية لترامب الذي لم يتوان في تهديد البلدان التي لن تصوت لبلده. قد نتفهم لو أن السعودية اكتفت بمنح صوتها للملف الثلاثي، أما وأن ينذر آل الشيخ نفسه بكل خنوع خدمة لواشنطن وأن يجعل من هزيمة المغرب عبر منعه من الاصوات العربية واصوات الدول المسلمة، فحينها يظهر للعيان فظاعة ما اقترفه آل الشيخ في حق المغرب.

هكذا أصبح آل الشيخ يقطع الكيلومترات طولا وعرضا للترويج للملف الأمريكي، ولم يكتف بفعل ذلك في الكواليس، بل أصر أن يجعل من العالم يعرف أن السعودية خادمة مطيعة لواشنطن "مراعاة لمصالحها"، فجعلها أضحوكة العالم وهدفا للتنذر والإهانات من كل حذب وصوب، فما إن يغرد ترامب في تويتر حول ملايير الدولارات التي كانت سببا أوحدا لتنقله للرياض، لا يرف جفن لمحمد بن سلمان ومن والاه، حتى وهم يتلقون الإهانات على مرأى ومسمع من العالم أجمع.

الخنوع التام لآل الشيخ جاء بتزامن مع توجهات الرياض، التي جعلت الانبطاح شعارا لسياستها الخارجية في خدمة واشنطن، ففقدت بذلك احترام الرأي العام العربي، وهلم جرا.

صحيح، لم يفقد المغرب تنظيم المونديال بسبب حماسة السعودية، ولا ننكر أخطاء مولاي حفيظ العلمي، رئيس لجنة الترشيح، الذي احتكر الملف وسن حملة تواصلية كارثية، لكن صوت السعودية ومن تبعها كالإمارات، يتعدى بكثير الشق الرياضي، ما جعل الرباط تعي أنه باستثناء قطر التي لم ترضخ لضغوطات ترامب ولا لشطحات جيرانها الخليجيين، فما حدث في موسكو قد يؤثر بشكل جلي على العلاقات بين المملكة المغربية وملكيات الخليج.

تحرير من طرف Le360
في 14/06/2018 على الساعة 09:43