بنشمسي يقدم قلمه قربانا لسخاء مولاي هشام

Le360

في 28/03/2014 على الساعة 09:18

مع قرب صدور كتاب الأمير مولاي هشام شهر أبريل المقبل عن دار النشر "غراسي"، يحق التساؤل من كان وراء كتابته؟ الجواب يأتينا من مصادر مؤكدة، أنه كتب بتعاون مع الصحافي أحمد رضا بنشمسي.

نعم، لقد أعار بنشمسي قلمه للأمير مولاي هشام، حتى يتمكن من إصدار كتابه الذي تأخر موعده منذ سنوات، إلى أن عرض بنشمسي خدماته، الأخير رفض في تصريح لـLe360 رفضا قاطعا التعليق عن هذا الخبر، ليبقى اللاجواب هو سيد الموقف، ويتأكد من جديد ضلوع بنشمسي في مهمة مناولة في خدمة الأمير دون أن يجهر بذلك حتى.

بنشمسي "نكافة" الأمير

كل شيء بدأ بمقال من ثمان صفخات نشر في مجلة تيل كيل في العدد الصادر بين 18 و 24 دجنبر 2014، تحت عنوان " الحياة الجديدة لمولاي هشام"، هذا المقال الذي حمل توقيع أحمد رضا بنشمسي المبعوث الخاص إلى برينستون بنيوجيزي وبالو ألطو بكاليفورنيا، نال شرف وضعه غلافا للمجلة، وهو عبارة عن بورتريه واستطلاع حول الأمير مولاي هشام، حول أسرته ونمط عيشه، حيث يظهر جليا المبالغة في مدح الأمير، حتى يخيل لك أنك أمام شاعر عربي يمدح السلطان من أجل أكياس الدنانير.

لا نعرف بالضبط، كيف غاب عن بال بنشمسي، وهو العارف بالمهنة، أن مقالا مثل هذا كله مدح وإطناب لن "يقترفه" حتى طالب في السنة الاولى من الصحافة، غير أن بنشمسي لم يأبه بكل هذا، وسمح لنفسه أن يوقع ما يشبه "ميثاق بيعة"، يخضع من خلالها للأمير، ويصوب قلمه في وجه أعدائه ومؤسسات الدولة، وبالمناسبة، أسبوعا واحدا بعد نشر المقال، فاجأ بنشمسي الجميع عندما كتب لقراء تيل كيل "وداعا وشكرا"، تاركا وراءه مرارة تجرعها صحافيو المجلة الذين ذهلوا من "ميثاق الخضوع للأمير".

وشأن كل مديح، فمدح بنشمسي للأمير له مقابل، يتعلق الأمر هنا بمنصب باحث زائر في إطار برنامج ممول حصريا من طرف مؤسسة مولاي هشام، بجامعة ستانفورد بكاليفورنيا، هناك حيث استقر بنشمسي بمعية زوجته وأطفاله بفضل سخاء ولي نعمته.

وبذلك، أصبح بنشمسي عضو "البرنامج العربي للإصلاح والديمقراطية" الذي تم وضعه قبل خمسة سنوات بجامع استانفورد، إذ دشن سنة 2009. وإذا كان الأمير لا يزود من جديد بعطاياه السخية، حسب تعبير لاري دياموند مدير مركز الديمقراطية والتنمية والحقوق، فإن البرنامج الأساسي لمؤسسة مولاي هشام سيصبح طي النسيان، بيد أن بنشمسي لن يهدد في منصبه، حيث يتوفر على مهمة أخرى، وهي بالضبط سبب وجوده بستانفورد، وسنعود لها بالتفصيل لاحقا.

فلنظل قليلا في مقال الصفحات الثماني، والتي يشهد فيها بنشمسي عن "الثروة الطائلة" للأمير، وعشرات ملايين الدولارات المستثمرة هنا وهناك، ولنطرح سؤالا: لماذا يلجأ أمير بكل هذا الغنى الفاحش إلى الاقتراض من الأبناك المغربية؟ فآخر القروض بلغ حجمها 90 مليون درهم، قدم من طرف البنك الشعبي، دون الحديث عن مقاضاة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي في ملف 897-8-2006 شركة مها للتنمية لصاحبها مولاي هشام، من أجل استرجاع مليوني درهم من المساهمات غير المؤداة.

لعل أي شخص متابع لكتابات الأمير مولا هشام، سيتفاجئ باختلاف الأسلوب في المنشورات السابق للأمير وبين نصه "المغرب الآخر" المنشور في مجلة "بوفوار" عدد 145 سنة 2013، الذي يتوقع فيه حدوث ثورة الكامون سنة 2018 بالمغرب، فما الذي جعل الأمير ينسلخ من الواقع ويحلق في الخيال العلمي؟ بل ويستعمل مصطلحات أكاديمية لواقئع من وحي الخيال.

إن النوع الذي ينتمي له نص مولاي هشام المستقبلي، هو أكثر أنماط الكتابة استعمالا من طرف بنشمسي، فقبل أن يبيع أسهمه في تيل كيل، عرف بنشمسي "بابتكار" نوع جديد من الصحافة، "صحافة التنجيم"، ففي عدد 31 يوليوز إلى 3 شتنبر 2010، قام بنشمسي بملف صحافي تخيلي، تحت عنوان " محمد السادس، عشرون سنة من الحكم"، حيث يقوم الملف بوصف المغرب سنة 2020، إذن لدينا من جهة مقال موقع من طرف الأمير يدعونا لمغرب 2018، ومن جهة ثانية مقال موقع من طرف بنشمسي يأخذنا إلى مغرب 2020.

وليس نمط التشابه في نوع الكتابة هو القاسم المشترك الوحيد بين مقالي الأمير وبنشمسي، فهناك أيضا جمل مشتركة في المقالين، دون الحديث عن وصف المغرب، ليس كما هو، بل كما خيل للبعض، ما يؤكد أن بنمشسي هو نفسه القابع خلف "الثورة الأسلوبية" للأمير، حيث بات كاتبه بالمناولة، ولا عجب في أن يصف موقع "دومان أون لاين" بنشمسي بحامل محبرة مولاي هشام.

لكن لحدود الساعة، لم يكشف أحد عن الفائدة في جعل بنشمسي باحثا زائرا في جامعة ستانفورد، الجواب واضح: مساعدة الأمير في كتابة المؤلف الذي يأمل من خلاله صاحبه أن يزلزل مؤسسات الدولة، ومن هنا نفهم سر العداء الذي يعبر عنه بنشمسي أثناء حديثه عن مؤسسات البلاد اثناء وجوده في الولايات المتحدة الأمريكية، ما يجعل من مسألة استقلاليته كصحافي موضع سؤال، إلى الحد الذي أصبح مولاي هشام هو التجسيد لخطه التحريري، ونتذكر كيف رد بنشمسي حول سؤال يتعلق بالأمير في حوار مع تيل كيل ليوم 14 يونيو 2013، حيث قال:”مولاي هشام رجل ديمقراطي، وأنا أتشرف بصداقته، ومنذ 18 سنة وأنا اعمل في الصحافة لم أمد يدي لأحد من أجل أن أكتب"، من البديهي أن مولاي هشام لا يمد يده إلى بنشمسي، لكنه هو من يقوم بتحديد الأشخاص والجهات والمؤسسات التي يستهدفها.

عنوان كاذب

“يوميات أمير منبوذ"، هكذا جاء عنوان الكتاب الجديد للأمير مولاي هشام، الذي يوم بحملة دعائية له، كما أن الأمير، الذي يقدم نفسه كباحث، من المفروض فيه أن يعي تماما مواضع استعمال الكلمات، وهو يعرف بالتأكيد معنة كلمة "منبوذ"، التي يفيد معناها الطرد من البلد، وعدم السماح بالعودة، في حين أن لا أحد في المغرب حكم على مولاي هشام بالنفي، كما أنه ومنذ أن استقر بالولايات المتحدة، وهو يحل بالمغرب وقتما شاء، وإذا ما أردنا أن نعرف عدد سفرياته إلى المغرب، يكفي فقط تذكر أنه مدين للخطوط الملكية المغربية بمبلغ 4 مليون درهم.

ويخبئ عنوان الكتاب الكثير من الأكاذيب، فرغم أنه عبارة عن سيرة ذاتية، إلا أنه لن نفاجئ مرة أخرى، إذا رأينا فيه تنجيما، أي هواية بنشمسي المفضلة، ولسخرية الأقدار فالكتاب سيصدر بداية أبريل، المعروف فاتحه بالكذبة الشهيرة، لكن يبدو أن الكذب سيأتي مقرونا بنوع كتابة هجين.

تحرير من طرف Le360
في 28/03/2014 على الساعة 09:18