بورتري. حسني بنسليمان.. آخر أقوياء "العهد القديم"

DR

في 05/12/2017 على الساعة 12:30

ارتبط تاريخ المغرب الحديث برجال أقوياء منذ فجر الاستقلال، بعضهم توارى عن الأنظار وبعضهم الآخر استسلم لأحكام الأقدار، غير أن واحدا فقط ظل ثابتا في منصبه حتى وهو يتجاوز الثمانين، هو الجنرال دوكور دارمي حسني بنسليمان، الذي ترك بذلته العسكرية أمس، تاركا وراءه تاريخا ظاهره معروف وباطنه جبل من الأسرار.

لم يكن حسني بنسليمان ليتخيل نهاية أفضل من التي حصلت له يوم أمس، بعد انا نال الحمالة الكبرى لوسام العرش بعد مسار حافل بالمناصب والسقطات أيضا، فسجله الحافل يجعل من الصعب الخوض في تلابيب مساره.

التحق حسني بنسليمان بصفوف القوات المسلحة الملكية المغربية بعد أن تلقى تكوينا في مدرسة "سانتسير ".في عام 1965 عين قائدا لوحدات التدخل السريع. وفي عام 1967 نائبا للمدير العام للأمن الوطني قبل أن يتولى مهام عامل كل من أقاليم طنجة والقنيطرة ومكناس. وفي أعقاب الانقلاب الفاشل ضد الملك الراحل الحسن الثاني تمت ترقيته إلى رتبة قائد للدرك الملكي المغربي.

جمع حسني بنسليمان بين مناصب عدة في الآن ذاته، فقد سبق أن لعب بصفوف نادي الجيش الملكي المغربي لكرة القدم وهو كحارس إلى جانب مهامه العسكرية بحيث فاز معه معه بلقب كأس العرش سنة 1959 ولقب الدوري المغربي لكرة القدم القسم الثاني سنة ثم صعد معه إلى القسم الأول من الدوري المغربي ليفوز معه بلقب الدوري المغربي لكرة القدم 1960-1961 ولقب كأس السوبر المغربي لنفس السنة، ليترك بعدها مهامه كحارس مرمى للنادي ليكمل مزاولته مهامه العسكرية وهو الآن الرئيس الحالي الشرفي للنادي العسكري.

و في عام 1994 ، تم تعيين السيد بنسليمان رئيسا للجنة المؤقتة المسيرة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم. وفي عام 1996 تم انتخابه وأعيد انتخابه منذئذ بالتزكية رئيسا للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم. إلى غاية 2009 والسيد بنسليمان هو أيضا رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية المغربية، وتوج بطلا لفرنسا في رياضة العاب القوى.

ارتبط اسم بنسليمان بملفات شائكة، كالحرب ضد الإرهاب وزرع وتجارة المخدرات والتهخريب والفساد، والدفاع عن الوحدة الترابية وحماية الحدود البرية للبلاد والنظام العام بل وحتى البحث العلمي..

اليوم يترك حسني بنسليمان مناصبه، ليكون بذلك آخر رجل من رجالات الحسن الثاني الأقوياء، وتفتح صفحة جديدة مع كفاءات شابة، تقطع مع ماض ثقيل.

تحرير من طرف حفيظ
في 05/12/2017 على الساعة 12:30