بعد صرخة الرئيس الجزائري حول وجود مؤامرة كونية تحاك ضد الجزائر، والتي أعقبت عشرات التقارير الدولية المنذرة بوشوك وقوع انفجار داخلي بعد تردي الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية بالبلد، جاء دور وزير الداخلية نور الدين بدوي الذي انخرط في "بكائيات النظام الجزائري" محذرا يوم أمس الخميس في حديث مع الصحافة الجزائرية من وجود "تهديدات" تهدد الجزائر وما على الشعب إلا توخي الحذر منها والتصدي لها.
الوزير بدوي الذي كان في زيارة تفتيشية لولاية تيزي وزو دعا عموم الشعب الجزائري للمشاركة في الاقتراع المقبل "دعما" للبلد ضد التهديدات الخارجية.
ولم يجد الوزير بدوي حرجا من تحذير الشباب الجزائري من وصول عدوى اللااستقرار من البلدان الحدودية للجزائر، علما أن مجموعة التفكير الأمريكية "هيريتايج فوندايشن" مثلا نبهت إلى أن "هشاشة المؤسسات" بالجزائر تزرع الألغام أمام آفاق التنمية الاقتصادية على المدى البعيد، خاصة بسبب "عدم اليقين السياسي والموقف السلبي إزاء الاستثمارات الخارجية، بالإضافة إلى العوامل التي تعيق الاندماج الكامل في الاقتصاد العالمي".
وعوض أن تنصب الجزائر على حل مشاكلها العويصة من هشاشة وصراع خفي حول السلطة، والانتباه لما حذرت منه عشرات التقارير الدولية التي تدق أجراس الخطر، لا تجد الطبقة الحاكمة في البلد من حرج حينما لا تزال تروج للمؤامرة الكونية، عوض إنقاذ البلد من الغرق الحتمي.