المغرب وإيران: هل سيصلح روحاني ما أفسده نجاد؟

DR

في 15/06/2013 على الساعة 16:56, تحديث بتاريخ 15/06/2013 على الساعة 17:25

أعلن التلفزيون الإيراني رسميا فوز المرشح الرئاسي المعتدل، حسن روحاني، بالانتخابات الرئاسية بعد أن حصل على أكثر من 50 بالمائة من الأصوات. وبذلك ينهي أحمدي نجاد ثمانية أعوام تميزت بمشاكل اقتصادية وعقوبات غربية على البلاد وتميزت أيضا بقطع المغرب لعلاقاته الديبلوماسية مع إيران... Le360 يكشف الأسباب.

هناك ثلاث قضايا قادت إلى قطع العلاقات بين المغرب وإيران، وأولاها لجوء الأخيرة إلى استدعاء القائم بالأعمال المغربي في طهران ، عقب أزمتها مع البحرين، بل استخدمت لغة غير لائقة بشأن رسالة الملك إلى عاهل البحرين، وهو خط أحمر لن يغفره المغرب أبدا، خصوصا أنه لجأ إلى استدعاء القائم بالأعمال للتشاور وطلب توضيحا، لم تقدمه إيران، واستدعت القائم بالأعمال الخاص بها في الرباط.

لم تتراجع إيران عن لهجتها التصعيدية، بل احتد الخلاف الدبلوماسي، مما دفع المغرب إلى قطع علاقاتها مع إيران، سيما بعد التراشق على خلفية موقف المغرب المتضامن مع البحرين بعد تصريحات مسؤولين إيرانيين عن أن الأخيرة المحافظة الـ 14.

لم يقف الأمر عند هذا الحد، فقد لعبت إيران دورا ملتبسا في قضية الصحراء المغربية، ثم سرعان ما انحازت إلى بوليزاريو، وهو ما فسره دبلوماسيون بالتحالف مع الجزائر، علما أن قضية الصحراء يعتبرها المغرب من أسس أي علاقة خارجية، وازدواجية الخطاب الدبلوماسي الإيراني لم يمنع المغرب من إعلان رفض سياسة "الكيل بمكيالين".

وتبقى النقطة الثالثة العالقة بين البلدين هي التقارير الدولية، ومنها ويكيليكس، التي كشفت دعم إيران لحركة التشيع في المغرب، حتى أن بيان لوزارة الخارجية المغربية أشار بوضوح إلى تورط البعثة الدبلوماسية الإيرانية بالرباط، في "الإساءة للمقومات الدينية الجوهرية للمملكة المغربية، والمس بالهوية الراسخة للشعب المغربي ووحدة عقيدته ومذهبه السني المالكي”.

ثلاثة ملفات عكست العلاقات التاريخية المتوترة مع إيران، فالبلدين عاشا مرحلة القطيعة بعد قيام الثورة في طهران وسقوط نظام الشاه، سيما حين منحت الرباط حق اللجوء السياسي للإمبراطور محمد رضا بهلوي، كما وقف المغرب إلى جانب بغداد إبان الحرب العراقية - الإيرانية. ولم تفتح السفارة الإيرانية في الرباط، ونظيرتها المغربية في طهران، أبوابهما إلا سنة 1991، وهي السنة التي عرفت فيها العلاقة بين البلدين انفتاحا سياسيا عقب حركية دبلوماسية مكثفة جرت بين مغرب الحسن الثاني، وإيران.

المراهنة على الوقت

ورغم تجاوز المغرب لكل الخلافات مع إيران ، إلا أن الأخيرة ظلت متمسكة باعترافها ببوليزاريو، علما أن عبد الرحمن اليوسفي، الوزير الأول الأسبق، سبق أن زار طهران زيارة رسمية سنة 2002، وأبلغ آنذاك رسميا أن إيران ستغلق مكتب ممثلية جبهة بوليزاريو في طهران، إلا أنها لم تسحب أو تجمد اعترافها، بل قايضت إيران سحب الاعتراف بإعلان المغرب موقفا مساندا لها بشأن قضية الجزر الإماراتية.

وفشلت مراهنة البلدين على عامل الوقت لتجاوز خلافاتهما، بل زادت غموضا حين أعلن المغرب عن تفكيك شبكة بليرج الإرهابية، ومن أعضائها مراسل قناة المنار اللبنانية، التابعة لحزب الله.فهل سيتمكن اليوم خليفة أحمدي نجاد من إصلاح أخطاء الماضي؟

في 15/06/2013 على الساعة 16:56, تحديث بتاريخ 15/06/2013 على الساعة 17:25