بالفيديو: الحراك الشعبي الجزائري يقاوم في القبايل

DR

في 18/06/2021 على الساعة 20:33

خرجت مدن القبايل الرئيسية فقط يوم الجمعة 18 يونيو 2021 للتظاهر بمناسبة الجمعة الـ122 من الحراك. والجديد هو أن الصحافة الجزائرية ظلت صامتة بشكل غريب في أول جمعة ما بعد الانتخابات التشريعية، ولم تغطيها سوى شبكات التواصل الاجتماعي.

منذ أن قامت قوات الأمن بفرض حصار أمني مشدد على العاصمة الجزائرية في الأسابيع الأخيرة، تركزت احتجاجات الحراك في منطقة القبايل وحدها.

في يوم الجمعة 18 يونيو، شهدت مدن البويرة وبجاية وتيزي وزو على وجه الخصوص، مرة أخرى، مظاهرات كبيرة رفعت فيها شعارات الحراك المعتادة مثل "دولة مدنية وغير عسكرية". كما وصفت الانتخابات التشريعية الأخيرة، والتي تمت مقاطعتها بشكل كبير في هذه المنطقة حيث لم تتجاوز نسبة المشاركة 1 في المائة، بـ"المهزلة" و"الباطلة".

وطالب المتظاهرون بالإفراج عن سجناء الرأي الذين يبلغ عددهم حاليا أكثر من 260 سجينا في سجون النظام الجزائري. حتى الأستاذة الجامعية المتقاعدة والعضو النشط في اللجنة الوطنية للإفراج عن معتقلي الرأي، فتيحة بريكي، اختطفتها الشرطة يوم الخميس، ولا يزال مصيرها مجهولا. كما أن الأستاذ الجامعي عبد العالي رزاقي، الذي انتقد النظام ودعم علانية الحراك على شاشة التلفزيون الجزائري العمومي، الذي كان يتوقع منه استخدام لغة أخرى، اعتقل مساء يوم الخميس قبل أن يطلق سراحه ساعات بعد ذلك.

لكن المثير للدهشة خلال يوم الجمعة الـ122 من الحراك أن جميع وسائل الإعلام الجزائرية التي اعتادت تغطية الحراك تجاهلت بالإجماع، ولأول مرة، المظاهرات التي جرت اليوم في منطقة القبايل. حتى بوابة راديو إم، التي يشتغل بها خالد درارني، ومديرها القاضي إحسان، الذي اعتقل معه قبل ثمانية أيام رفقة كريم طابو، وهو رمز آخر للحراك، لم تخصص ولو كلمة واحدة لهذه المظاهرات.

لا بد من القول إنه في مواجهة الحصار الحالي، بعد القمع الذي فرضه النظام على المتظاهرين السلميين، أصبح الحوار الآن هو المطلوب.

وفضلا عن ذلك، غير الأمين الأول لحزب المعارضة الجزائري، جبهة القوى الاشتراكية، يوسف أوشيش، اليوم الجمعة، قليلا في لهجته. فإذا كان قد انتقد الاستبداد المفرط للسلطة الحالية، فقد انتقد أيضا ما يسميه "عدم نضج" الحراك، داعيا الجانبين إلى الحوار. وقال زعيم جبهة القوى الاشتراكية: "مثلهم مثل السلطة، يساعد (قادة الحراك) في منع التغيير ودفع البلاد إلى المواجهة والفوضى"، مضيفا أن "الشعبوية وعدم النضج والتطرف والدجل السياسي لها آثار مدمرة على مجتمعنا".

وبالتالي، تدعو جبهة القوى الاشتراكية إلى "فتح دون تأخير حوار وطني شامل قادر على إدخال البلاد في طريق بناء مشروع سياسي قادر على تكريس السيادة الشعبية والوطنية وتعزيز الوحدة والوحدة الترابية وتماسك أمتنا".

هذا التغيير في لهجة جبهة القوى الاشتراكية واضح أيضا في الإعلان عن قرارها بالمشاركة في الانتخابات البلدية المقبلة، "لتكون بالقرب من المواطنين"، بينما قاطعت جميع الانتخابات التي جرت منذ انطلاق الحراك، الحراك الذي لا يزال يقاوم في كل مدن القبائل الكبرى.

تحرير من طرف محمد ولد البواه
في 18/06/2021 على الساعة 20:33