وزير جزائري يصف عبد المجيد تبون بـ"المجنون" وبأنه يشكل "خطرا" على بلاده وجيرانه

عبد المجيد تبون، رئيس الجزائر

عبد المجيد تبون، رئيس الجزائر . DR

في 15/06/2021 على الساعة 21:04

أثار نور الدين بوكروح، الوزير الجزائري الأسبق والزميل السابق لعبد المجيد تبون، ضجة بعدما كتب عمودا تحت عنوان صادم "تبون، هذا المجنون"، والذي شن فيه هجوما لاذعا على الرئيس الجزائري الحالي الذي ليس له مكان، بحسب نور الدين بوكروح، سوى في "مستشفى للأمراض العقلية".

نشر وزير التجارة الأسبق خلال فترة حكم عبد العزيز بوتفليقة، نور الدين بوكروح (شغل منصب وزير ما بين 1999 و2005)، على صفحته في فايسبوك، يوم الاثنين 14 يونيو 2021، مقالا طويلا يعري فيه الوجه الحقيقي لعبد المجيد تبون، زميله السابق في الحكومة.

بالنسبة لنور الدين بوكروح، فإن أصل "الجزائر الجديدة"، التي ترتكز على رئيس غير شرعي ودستور وانتخابات قاطعها قرابة 80 في المائة من الناخبين، هناك خلاف بين جنرالين: قايد صالح وواسيني بوعزة. هذا الأخير، وهو الرئيس القوي السابق للمخابرات الجزائرية، كان يتوفر على ملف فساد ضخم يتعلق بعبد المجيد تبون، الذي كان يحضر له بالفعل زنزانة في سجن الحراش، إلى جانب ابنه خالد والوزيرين الأوليين السابقين، عبد المالك سلال وأحمد أويحيى.

إلا أن قايد صالح رئيس الأركان ورجل النظام القوي بعد تنحية عبد العزيز بوتفليقة إثر اندلاع الحراك في فبراير 2019، رأى في ملف الفساد الذي يوجد ضد عبد المجيد تبون، سيجعل من هذا الأخير رئيسا خانعا ويسهل التحكم فيه.

وبقية القصة معروفة لدى الجميع، يشرح نور الدين بوكروح: وفاة قايد صالح المشبوهة مباشرة بعد انتخاب تبون وإطلاق سراح تبون الابن، ثم سجن واسيني بوعزة، وتنزيله من رتبة جنرال إلى مجرد جندي. وفي النهاية، فإن الجنرال سعيد شنقريحة، رئيس أركان الجيش الحالي، هو الذي ورث ملف تبون الأسود، الذي أصبح مجبرا إلى الامتثال لأوامر شنقريحة أو مواجهة السجن.

وكتب نور الدين بوكروح: "لم يسبق في تاريخ الأمم أن لوحظ مثل هذا التقارب بين السجن وقمة هرم الدولة".

لكن الأمر الأكثر خطورة هو أنه بسبب الآثار المتزامنة لدخوله المستشفى لفترة طويلة في ألمانيا خلال فصل الشتاء الماضي، والضغط المتضارب الذي مارسه شنقريحة من جهة والاحتجاج الشعبي المناهض للنظام من جهة أخرى، فقد بدأ تظهر على الرئيس الجزائري الحالي في الأشهر الأخيرة أعراض "الهذيان الارتعاشي" (الخرف والجنون)، المرتبط في الغالب بالاستهلاك المفرط للكحول. بالنسبة لنور الدين بوكروح، "عندما تكون مجرد شخص بسيط، فإن الجنون هو محنة لا تطاق. لكن عندما تكون رئيسا لأكبر دولة في إفريقيا، فإن ذلك يشكل تهديدا وطنيا ومصدرا للاضطراب الدولي. لم يعد مصير الرجل على المحك، بل مصير أمة وجوارها".

في الواقع، القول بأن الحراك "مبارك" لأنه من مكن من تنحية بوتفليقة واستبداله بتبون، وأنه من خلال انتقاد هذا الأخير، يصبح الحراك أقلية خارجة عن القانون، هو مؤشر على تدهور الملكات العقلية للساكن الحالي في قصر المرادية الذي يصم أذانه عما يطالب به الشعب.

كما أن التصريح دون جرح أن الجزائر لديها أحد أفضل الأنظمة الصحية في العالم، قبل أن يتم نقله في طائرة طبية لكي يعالج مرتين، لمدة ثلاثة أشهر في ألمانيا، هو دليل على افتقاد تبون للحس السليم والقدرة على التمييز. علاوة على ذلك، ولتبيان فشل النظام الصحي الجزائري، كان بإمكان بوكروح أيضا أن يستشهد بحالة سعيد شنقريحة الذي يعالج بانتظام في سويسرا أو فضيحة محمد بن بطوش، الاسم المستعار لزعيم البوليساريو، الذي نقل مؤخرا للعلاج سريا في إسبانيا.

يفتقر تبون أيضا إلى الانسجام العقلي عندما يتعلق الأمر بالتلاعب بالأرقام الخاطئة. فهو دائما يقلب تلك الأرقام رأسا على عقب. وهكذا، عندما تؤكد الدراسات العلمية أن اقتصادات العالم شهدت ركودا بنسبة 20 في المائة، يتحدث تبون عن 80 في المائة من أجل التخفيف من الصدمة النفسية للأزمة الاجتماعية والاقتصادية المستعرة في الجزائر. وهذه النزعة الجنونية إلى عكس الأرقام وتحويرها هي التي كررها مع الانتخابات التشريعية التي جرت يوم السبت الماضي بإعلان الأغلبية أقلية، والعكس صحيح.

"هل يمكننا التحدث بشكل منطقي عن الشرعية الشعبية عندما يقول 30 في المائة من الشعب "نعم" لشيء ما و 70 في المائة تقول "لا"؟ إن النسبة لأخيرة وليست الأولى هي التي تضفي الشرعية، وإلا لكان العالم يمشي على رأسه. لكن تبون لا يكترث لذلك" عندما يقول إن نسبة المشاركة لا تهمه.

"إنه يتناسى أنه انتخب من قبل أقلية من الناخبين (4.9 مليون من أصل 24.5)، وأن دستور 'الجزائر الجديدة' الذي قدمه للاستفتاء رفض من قبل أربعة أخماس الهيئة الناخبة، وأن الانتخابات التشريعية التي تشبث بإجرائها بأي ثمن لم يشارك فيها في أحسن الأحوال إلا 30 في المائة من المسجلين في اللوائح الانتخابية، رافضا بالتالي أن يرى الكاس الممتلئة بنسبة 70 في المائة بـ"لا"، هكذا ما كتبه مؤلف كتاب "الجزائر بين السيئ والأسوء" (1997).

لكن تبون لا يشكل فقط تهديدا، بهلوساته، على الجزائر لوحدها حيث يرى الإرهاب في كل مكان، بينما يؤجج نار الانفصالية في منطقة القبائل. بل يشكل أيضا، بحسب بوكروح، خطرا على جيرانه، سواء من خلال تصريحاته المفاجئة حول التدخل العسكري الجزائري المفترض في ليبيا أو خططه لإرسال قوات إلى منطقة الساحل...

ويبقى أن نرى ما إذا كانت هذه الخرجة الإعلامية القوية لبوكروح، المرشح السابق لأول انتخابات رئاسية تعددية في عام 1995، مجرد انتقاد بسيط ضد تبون، أم تشكل رسالة تحذيرية موجهة عن بعد من قبل جناح من الجنرالات. تتجلى هذه الفرضية الأخيرمن خلال تلميح بوكروح، بصفته رجلا سابقا في النظام، بإمكانية وقوع انقلاب طبي على "تبون المجنون". وتساءل: طالما أن تبون يريد أن يختفي 70 في المائة من الجزائريين، "ألن يكون من الأسهل والأكثر منطقية والأكثر اقتصادا بالنسبة له أن يذهب ويبحث له عن مكان آخر".

ما هو مؤكد هو أن الأيام القليلة القادمة ستكون حبلى بالأحداث في الجزائر.

تحرير من طرف محمد ولد البواه
في 15/06/2021 على الساعة 21:04