الجزائر. صراعات عميقة داخل الجيش وخالد نزار "ترامب" الجديد

DR

في 14/07/2019 على الساعة 20:31

مستفيدا من الانتقادات الموجهة للجنرال قايد صالح، تبنى وزير الدفاع السابق خالد نزار استراتيجية تواصلية على غرار استراتيجية ترامب من أجل محاولة القضاء عليه.

تواصل المظاهرات الاحتجاجية الشعبية العارمة ضد النظام الجزائري يثير المخاوف والقلق داخل البلاد. بما في ذلك داخل المؤسسة العسكرية نفسها، حيث الصراعات والتوترات بدأت تطفو على السطح.

المسؤول الرئيسي عن هذه التوترات هو الجنرال أحمد قايد صالح، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي والرجل القوي الجديد بالجزائر. غير أن انتقادات حادة وجهت له من قبل شخصيات رمزية داخل هذا الجيش مثل خالد نزار وزير الدفاع السابق والذي يعمل كل ما في وسعه من أجل الإطاحة به. وفي هذا الإطار تبنى هذا الأخير استراتيجية تواصلية تهدف إلى تلميع صورته لدى المتظاهرين المعادين لقايد صالح وإلى الوقوف سدا منيعا أمام الطموحات الهيمنية لدى هذا الأخير.

وفي إطار هذه الاستراتيجية، قام خالد نزار، وفق مصادر مؤكدة، بالاستعانة بخدمات حمادوش مهنا المكلف بالصحيفة الإلكترونية "ألجري باتريوتيك"، هذه الصحيفة التي، و يا لها من مصادفة غريبة، هي في ملكية لطفي نزار، ابن خالد نزار.

وفي إطار دوره الاستشاري، اعتبر حمادوش مهنا أن كل مواجهة إعلامية مع الجنرال أحمد قايد صالح الذي يفرض قبضته على الأجهزة القضائية والأمنية قد يكون مشكلة، خاصة وأن الرأي العام غاضب حاليا من عائلة نزار بسبب حملة التشهير التي تم شنها منذ زمن طويل ضدها خلال فترة حكم بوتفليقة.

ويعتبر مهنا أن كل رد فعل مباشر من قبل خالد نزار خاصة عبر صحيفة ألجيري باتريوتيك ضد قايد صالح سيتم تأويلها على أنها مناورة انتهازية تهدف بالأساس إلى الدفاع عن المصالح الشخصية لوزير الدفاع السابق.

وفق هذا المنطق، مهنا يؤكد أن اللجوء إلى وسائل إعلام مثل ألجيري باتريوتيك أو صحف مثل الوطن ولبيرتي من أجل مهاجمة قايد صالح سيعرض هذه الوسائل إلى انتقام هذا الأخير. فنائب وزير الدفاع لن يتورع عن مهاجمة هذه الصحف وإلصاق التهم الزائفة ضدهم من بينهما تهمة المساس بالمصلحة الوطنية. بالنسبة لمهنا، فقدان هذه الصحف الثلاثة التي أصبح ناطقة باسم المحتجين، سيكون "خطأ فادحا".

وهكذا، في نظر مهنا، فإنه من المفيد أن تحافظ الصحيفة الإلكترونية على موقفها الداعم للمتظاهرين وانتظار الوقت المناسب من أجل القضاء على قايد صالح.

فحمادوش مهنا يعتقد أن أيام قايد صالح أصبحت معدودة. وهكذا اقترح على خالد نزار أن يقوم بحملة تواصلية على حملة "ترامب"، أي بإحداث حسابه الشخصي على تويتر من أجل نشر رسائله. بعدها تحرص ألجيري باتريوتيك على نشر تلك الرسائل على نطاق واسع عن طريق وسائل إعلام جزائرية وأجنبية. فتعين على خالد نزار أن ينشر رسائل على توتير بشكل منتظم ومثير ضد قايد صالح.

وهذا ما حصل بالضبط. فقد أحدث خالد نزار حسابا على موقع تويتر يوم تاسع يوليوز الماضي وعقد اجتماعا يوم 11 يوليوز مع مهنا ببرشلونة من أجل الحديث عن الأحداث القادمة، بعيدا على أعين أحمد قايد صالح.

ومع ذلك، من المعروف أن مهنا أوصى نزار بالانضمام إلى منتدى الحوار الاجتماعي الذي يقوده عبد العزيز رباحي، وزير الاتصال سابقا، الذي وصفه المستشار بـ"الموثوق"، والذي بإمكانه أن يخرج الجزائر من المأزق السياسي الحالي.

وإذا كان من غير المؤكد أن خالد نزار هو رجل المرحلة، فإن الشيء المؤكد هو أن الحرب داخل الجيش الجزائري قد بدأت للتو.

تحرير من طرف حفيظ
في 14/07/2019 على الساعة 20:31