المغرب-الجزائر.. المرزوقي يوجه سهام النقد للقادة الجزائريين

DR

في 26/06/2019 على الساعة 21:00

نشر الرئيس التونسي السابق، منصف المرزوقي، حوارا أجراه مع إحدى وسائل الإعلام الروسية بخصوص الثورة ضد النظام في الجزائر، والتي يبني على نجاحها أملا كبيرا في تطبيع العلاقات المغربية الجزائرية، والتي تعد مقدمة لبناء الاتحاد المغاربي.

وقال الرئيس التونسي السابق في حوار مع الموقع الإخباري "سبوتنيك" الروسي والذي قام منصف المرزوقي بنشره على صفحته على الفايسبوك: "منذ 2012، قمت بجولة في عواصم الدول المغاربية في محاولة للتقريب بين المغرب والجزائر حول مسألة إلغاء الحدود القديمة التي هي حدود عبثية سواء بالنسبة لشعوب أو لدول المنطقة، غير أن الرفض كان يأتي دائما من جانب القادة الجزائريين".

وفي هذا الحوار، وجه الرئيس التونسي السابق سهام نقده للقادة الجزائريين الذين اتهمهم بمحاولة فرملة ثورة الشعب الجزائري الشقيق التي تجتاح، منذ 22 فبراير الماضي، الجزائر، مبديا أمله في أن يتمكن "هذا الشعب العظيم" من إسقاط هذا النظام الفاسد والمعزول.

وتأسف منصف المرزوقي قائلا: "القادة الجزائريون، سواء الذين أسقطوا اليوم أو الذين يقبعون حاليا في السجن، استبد بهم الخوف من الثورة في تونس. كانوا ينظرون إلى الحكومة المنتخبة ديمقراطيا وبداية مكافحة الفساد بأعين سلبية للغاية. لقد دعموا النظام القديم بشكل مباشر وغير مباشر، لكن ما كان يخشونه أكثر، العدوى التونسية، وصلت إليهم أخيرا. وللأسف، في الوقت الذي دخلت فيه تونس نفسها مرحلة الركود الديمقراطي...".

"لدي ثقة في تصميم الشعب الجزائري، الذي هو شعب عظيم. منذ 16 أسبوعا، كان الجزائريون يتظاهرون في نهاية كل أسبوع، وعلى عكس ما حدث في فرنسا (أزمة السترات الصفراء)، لم تفقأ عين ولم تبتر يد. هذا البلد هو بصدد إعطاء مثال على القيام بثورة ديمقراطية سلمية".

بالنسبة لمنصف المرزوقي، فإن الثورة الشعبية الجزائرية لن تكون بمثابة "درع" للتغييرات المقبلة في تونس "بعد إغلاق قوس الثورة المضادة" فحسب، بل يجب أن تسمح أيضا بإحياء مشروع المغرب الكبير (حرية التنقل بين الجزائر وليبيا والمغرب وموريتانيا وتونس) الذي تطالب به الشعوب المغاربية.

واسترسل قائلا: "فخلافا للتونسيين، الذين كانوا "سذج" بقبولهم على القيام بالانتقال بتحالف مع النظام القديم، فإن الجزائريين لن يقبلوا باستمرار النظام. في هذه الحالة، "ستقع قطيعة حقيقية بالجزائر"، كما أن "التقارب مع المغرب سيصبح ممكنا حينها"، وبالتالي ستزول العقبة الرئيسية أمام تحقيق سوق كبير في المغرب الكبير من المحتمل أن يضم أكثر من 100 مليون نسمة".

هذا نداء "مغرب الشعوب"، الذي يعزى عدم تحققه لحد الآن، عن حق، إلى النظام الاستبدادي بالجارة الشرقية للمغرب.

وصل منصف المرزوقي، وهو طبيب وناشط في مجال حقوق الإنسان، إلى السلطة في عام 2011، في أعقاب ثورة أنهت عهد زين العابدين بن علي. ولكنه هزم في عام 2014 من قبل الباجي قايد السبسي. ويتطلع للتقدم للانتخابات الرئاسية القادمة المقرر إجراؤها في 10 نوفمبر 2019.

تحرير من طرف محمد حمروش
في 26/06/2019 على الساعة 21:00