اكتشاف آثار فرعونية بالأقصر تعود إلى 3500 عام

DR

في 19/04/2019 على الساعة 08:00

أعلنت وزارة الآثار المصرية أمس الخميس، عن اكتشاف أثرين مهمين في مدينة الأقصر بصعيد مصر( جنوبا) ، يعود عمرهما إلى 3500 سنة على الأقل.

وشمل الكشف الأثري، مقبرة عمرها 3500 سنة، بمنطقة ذراع أبو النجا في البر الغربي، وهي اكبر مقبرة (صف) حيث بدأت أعمال الحفر الخاصة بها في غشت 2018. كما تم العثور على مقصورة كاملة من الطوب اللبن وبئر داخل فناء مقبرة وآلاف التماثيل الصغيرة، وعدد من الأقنعة.

وقال الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار مصطفى وزيري في بيان ، إن هذا الكشف الأثري سيعمل على توضيح بعض الأفكار والمفاهيم المتعلقة بتخطيط مقابر الأفراد بمنطقة ذراع أبو النجا، حيث إنه تم الكشف عنها شمال مقبرة (روى) ، وذلك بعد أن أزالت البعثة الأثرية المصرية الردم الناتج عن الأعمال المتراكمة للبعثات الأجنبية منذ ما يزيد على 200 سنة والذي كان يغطي المنطقة بأكملها.

وأوضح أن المقبرة تتميز بوجود مجموعة من المناظر الملونة والواضحة على أعمدة مداخلها، وتحمل نصوصا سجل فيها اسم صاحب المقبرة وألقابه، حيث يحمل صاحبها العديد من الألقاب وهي (الأمير الوراثي - العمدة - رئيس الخدم - حامل ختم ملك مصر السفلي - حامل ختم ملك مصر العليا)، بالإضافة إلى مناظر أخرى لصيد الأسماك والطيور والتي تظهر محتفظة بألوانها الزاهية وبقايا منظر لحملة القرابين ومناظر للوليمة والموكب الجنائزي. وأضاف أنه مع استمرار أعمال الحفر وإزالة الردم تمكنت البعثة من العثور على مقصورة كاملة من الطوب اللبن والبئر الخاص بها داخل فناء مقبرة الصف ، مؤكدا أنها تعد أول مقصورة كاملة يتم العثور عليها بجبانة طيبة، و"تمثل نموذجا كاملا لمقبرة من الطوب اللبن، مقبي ة ذات فناء صغير من الحجر يتوسطه بئر عميق".

وأوضح أن الدراسات الأولية أثبتت أنه من الأرجح تأريخ هذه المقصورة لفترة الرعامسة؛ نظرا لوجود أمثلة مشابهة لها بجبانة دير المدينة، مشيرا إلى أن البعثة عثرت أيضا على 6 مقابر أخرى أسفل فناء المقبرة (الصف) وهو ما يمثل المستوى الثاني من المقبرة، حيث تم فتح مقبرة صغيرة منها والخاصة بشخص يدعى (شسب) كان يعمل كاتبا لمخزن الملك.

كما تم ايضا العثور على العديد من اللقى الأثرية منها مجموعة كبيرة من تماثيل الأوشابتي المختلفة الأحجام والأشكال والمصنوعة من الفيانس الأزرق والخشب، وقناع مجمع من الكارتوناج، وأكثر من 50 ختما جنائزيا لبعض الأشخاص الذين لم يتم العثور على مقابرهم حتى الآن.

ولفت إلى أن البعثة عثرت أيضا على بردية كاملة مكتوبة بالكتابة الهيراطيقية وملفوفة بخيط من الكتان، بالإضافة إلى عملة بطلمية من البرونز المخلوط بالنحاس من عصر الملك (بطليموس الثاني)، ومجموعة من الأوستراكات المصنوعة من الفخار، والجزء العلوي لغطاء آنية كانوبية مصنوعة من الحجر الجيري على شكل قرد ي مثل المعبود (حابي) أحد أبناء حورس الأربعة.

من جهتها، قالت المسؤولة عن تسجيل المقبرة الألمانية فردريكا كامب، إن المقبرة يتقدمها فناء كبير جدا بعرض 55 متر، يؤدي إلى مقبرة صف بها 18 مدخلا، وبذلك تكون المقبرة هي أول مقبرة في جبانة طيبة يوجد بها هذا العدد من المداخل، حيث إن أقصى عدد وجد في مقابر الجبانة يصل إلى ما بين 11 أو 13 مدخلا.

وأضافت أن هذه المقبرة تعد أول مقبرة من نوعها يكون عدد مداخلها زوجيا وليس فرديا، وفي ركنها الشمالي بئر يصل عمقها إلى نحو 11 مترا، وفي ركنها الجنوبي توجد بئر أخرى تقريبا على نفس العمق.

وأوضحت الباحثة أن المقبرة معماريا ترجع لعصر الأسرة الـ17 وأعيد استخدامها في بداية الأسرة الـ18 حتى عصر الملكة (حتشبسوت)، إلا أنه يوجد نموذجان من المقابر في جبانة طيبة تماثل هذه المقبرة معماريا، مشيرة إلى أن المناظر المسجلة عليهما ترجعان لعصر الملك (تحتمس الأول) تشير إلى احتمالية بأن يكون صاحب هذه المقبرة قد خدم في فترة حكم الملك (تحتمس الأول).

تحرير من طرف Le360 مع و.م.ع
في 19/04/2019 على الساعة 08:00