كيف أن جماعة بوتفليقة تلعب بالنار بازدرائها للشعب الجزائري؟

DR

في 04/03/2019 على الساعة 14:37

في رسالته إلى الجزائريين، التي تلاها مدير حملته وصهر وزير الدفاع، عبد الغاني زعلان، عبد العزيز بوتفليقة الرئيس المنتهية ولايته لم يستجب لأهم مطلب للشعب الجزائري: عدم ترشحه لولاية خامسة.

المناورة مكشوفة ولا يمكنها أن تنطلي على أحد. ففي رسالته-الوصية التي تمت تلاوتها لحظات بعد إيداع ملف ترشحه للولاية الخامسة لرئاسة الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، الرئيس المنتهية ولايته وعد "في حالة إعادة انتخابه"! بتنظيم انتخابات رئاسية سابقة لأوانها والتي لن يشارك فيها.

وتناسى الرئيس، أو بالأحرى الجماعة الرئاسية المتنفذة، تفصيلا مهما. تاريخ هذه الانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها! لا شيء في هذا الوعد المقدم من طرف شخص يريد "أن يموت رئيسا" يضمن بأن تجرى هذه الانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها قبل انصرام الولاية الخامسة التي فصلت على مقاس رئيس عاجز وغير قادر بالمرة عن الكلام والحركة بعد إصابته بنوبة دماغية عام 2013.

هذه المناورة تظهر الازدراء التام للشعب الجزائري الشقيق الذي انتفض منذ الإعلان يوم 10 فبراير 2019 عن ترشح الرئيس الشبح لولاية خامسة والتي لا يبررها إلا الرغبة الجامحة في التشبث بالسلطة والاستمرار في استنزاف المواطنين وخيرات بلاد التي حولت إلى حسابات بنكية في الملاذات الضريبية من طرف الأشخاص النافذين في النظام الجزائري المغلق، المافياوي، الفاسد والقمعي.

تم تبديد 1000 مليار دولار خلال 20 سنة من حكم بوتفليقة. كل رجال الأعمال يعرفون أن على كل العقود الممنوحة في الجزائر، 10٪ تذهب إلى جيوب جماعة بوتفليقة، أو جيوب جنرالات الجزائر. لذا فإن حوالي 100 مليار دولار أثرت الأوليغارشيين الجزائريين، الذين لديهم مصلحة في الاحتفاظ بمومياء في السلطة، لأن التغيير قد يعني بكل بساطة المساءلة. إنهم مستعدون لفعل أي شيء للبقاء في السلطة، بما في ذلك استخدام الأسلحة، كما يتضح من التسجيل المسرب للحوار الذي دار بين عبد المالك سلال، مدير الحملة السابق لبوتفليقة، وعلي حداد، رئيس أرباب العمل الجزائري.

على من تضحك جماعة بوتفليقة؟ لماذا تمعن بهذه الطريقة في إهانة ذكاء الشعب الجزائري؟ هل يمكن أن تستمر في احتقاره دون المخاطرة، لا قدر الله، بإشعال حريق ستكون آثاره مدمرة ليس على الجزائر فحسب، بل على المنطقة برمتها؟

ليلة أمس، رد الجزائريون على رسالة-وصية الرئيس الشبح من خلال تنظيم مسيرات ليلية مهمة في جميع أنحاء البلاد. عندما يتم الاستهزاء بذكاء الشعب، فلا أحد يتوقع رد فعله. فجماعة الرئيس تكذب دون خجل. فخلال عشرين عاما، لم يتوقف الرئيس البالغ من العمر 82 سنة عن تقديم وعود للإصلاح. وتبين من خلال هذين العقدين من الزمن أن عقلية الحكام المنتفذين في الجزائر غير قابلة للإصلاح إلى درجة أنها ظلت متحجرة، على حساب ملايين الشباب الجزائري المهمشين والمقصيين والذين يطلق عليهم زورا وبهتانا "جيل بوتفليقة"!

هؤلاء الشباب هم الذين تصدروا المسيرات المليونية المنظمة يوم فاتح مارس والمتواصلة في جميع أنحاء الجزائر، من أجل المطالبة ليس فقط برحيل الرئيس العاجز، و لكن أيضا برحيل هذا النظام بأكمله.

من المؤكد أن الثمن سيكون مؤلما أمام نظام متغطرس ومجرم. فالشارع الجزائري على علم بذلك. فالتخلص من هذا النظام الدكتاتوري لن يتم لسوء الحظ من خلال ثورة مخملية. وهناك خشية من تصاعد حدة التظاهرات التي تنظم كل جمعة إلى غاية 18 أبريل، تاريخ إجراء الانتخابات الرئاسية بالجزائر. والأسوء هو النظام يستمر في تجاهل مطالب الشارع الجزائري. هناك بلدان اثنين أكثر من غيرهما يمكنهما أن يتأثرا بعناد جماعة الرئيس بالحفاظ على بوتفليقة في السلطة. فرنسا بحكم ثقل التاريخ والجالية الجزائرية المهمة التي تعيش فيها والمغرب بحكم قربه الجغرافي. ما يحدث في الجزائر فهو يعنينا ويهمنا.

تحرير من طرف محمد حمروش
في 04/03/2019 على الساعة 14:37