كتاب جديد يسرد تفاصيل تصفية وتقطيع جثمان جمال خاشجقي

DR

في 22/01/2019 على الساعة 16:36

كتاب جديد اصدره ثلاثة مراسلين أتراك واستندوا من خلاله إلى تسجيلات صوتية لمقتل جمال خاشقجي، يقدم تفاصيل جديدة عن لقاء بدأ بجمل من قبيل "اتينا لنأخذك إلى الرياض" و"نحن نقودك إلى الرياض"، وهي الجملة التي انتهت بقتله وتقطيع جثمانه.

 الجمل التي نطق بها فريق الجريمة السعودي، وكشفت عن تفاصيلها صحيفة "نيويرك تايمز" الأمريكية نقلا عن المراسلين الصحافيين الاتراك، الذين ضمنوا كتابهم الجديد آخر تفاصيل مقتل خاشقجي بقنصلية السعودية في تركيا.

المراسلون أشاروا في الكتاب الى ان عملية القتل سبقتها كلمات وجمل وفق التسجيلات التي حصلوا عليها وغالبيتها تسجيلات الفريق السعودي المكلف بتصفية خاشقجي، وتقول "إذا لم يأت، فسوف نقتله هنا ونتخلص من الجسد".

وقد ذكر المسؤولون الأتراك في التسجيلات أنهم استولوا على تفاصيلها بعد وفاة الصحفي خاشقجي، في زيارته يوم 2 أكتوبر الماضي إلى القنصلية السعودية في اسطنبول. وهي تسجيلات تسربت من قبل مسؤولي الاستخبارات التركية وتحكي بعض التفاصيل الخاصة بالجريمة.

الكتاب الجديد يقدم وصفًا شاملاً حتى الآن لما هو موجود على هذه التسجيلات، وتفاصيل العملية وخطط الفريق السعودي قبل وصول خاشقجي إلى مقر القنصلية.

ويعمل الصحفيون الثلاثة، عبد الرحمن سمسيك ونظيف كرمان وفرحات أونلو، في وحدة تحقيق في جريدة "صباح" الموالية للحكومة التركية، ويشتهرون بعلاقاتهم الوثيقة بالمخابرات التركية. وقالوا إنهم لم يتمكنوا من الوصول إلى التسجيلات الصوتية ولكن أطلعهم مسؤولو الاستخبارات عليها.

وأكد مسؤول أمني تركي، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، بشكل منفصل أن التفاصيل الموضحة في الكتاب دقيقة.

الكتاب لا يشرح كيف حصلت الحكومة التركية على التسجيلات. لكنه يشير إلى ان مسؤولي الاستخبارات التركية جمعوا تسجيلات صوتية من عدة مواقع في القنصلية. وفي وقت لاحق أطلعوا كبار المسؤولين الاتراك ونظرائهم الأجانب عليها بمن فيهم مدير الاستخبارات الامريكية.

بداية الحكاية

فيديو ملتقط بواسطة كاميرا المراقبة يظهر ماهر متعب، وهو رفيق الأمير محمد بنسلمان ولي العهد السعودي، يسير باتجاه القنصلية، في نفس اليوم الذي قُتل فيه خاشقجي.

وتعرف المراسلون على أحد المسؤولين على الأشرطة باسم ماهر عبد العزيز مطرب، المسؤول الأمني والرفيق المتكرر لولي العهد السعودي محمد بن سلمان. يقول موتر إن مطرب كانت تسمع أوامره ويدير الحوار مع السيد خاشقجي. وحدد المسؤولون الأتراك مطرب وآخرين من خلال التحليل السليم للأشرطة، حسبما ما كتبه الصحفيون.

ويقولون إن مطرب هو الذي وضع الخطة لصلاح التبيغي، وهو مسؤول كبير في الطب الشرعي في الحكومة السعودية، وقال له إنهم سيحاولون استعادة خاشقجي إلى المملكة العربية السعودية.

وسمع تسجيل لمطرب يقول فيه: "إذا كان خاشقجي يقاوم، سنقتله هنا ونتخلص من الجثة"، وفقا للكتاب، والذي يشير إلى تسجيل فيه ايضا "جمال خاشقجي، طويل، حوالي 1.80 متر، إن مفاصل حيوان الأضاحي تقسم بسهولة، لكن تقطيعه سيستغرق بعض الوقت".

وسمع مسؤول الطب الشرعي يقول ايضا: "كنت أعمل دائمًا على الجثث". "أنا أعرف كيفية تقطيع جيد.. لم أعمل أبداً على جسم دافئ حتى الآن، لكن يمكنني التعامل معه بسهولة. عادة عندما كنت أعمل على جثة، أضع سماعات الرأس واستمع إلى الموسيقى. وأنا أشرب قهوتي وأدخن سيجارتي".

وأضاف: "بعد أن أنتهي، سوف نلف الأعضاء في أكياس بلاستيكية ونضع الأمتعة ونأخذها".

تفاصيل عملية الاغتيال

في غضون دقائق من دخول القنصلية السعودية في اسطنبول، تم نقل خاشقجي إلى مكتب القنصل. "بمجرد دخول خاشقجي الغرفة قال له مطرب: "تعال، اجلس. لقد أتينا لأخذك إلى الرياض. كان جواب خاشقجي قصيرًا وواضحًا: "لن أذهب إلى الرياض".

أراد الفريق السعودي من خاشقجي أن يرسل الرسالة التالية إلى ابنه صلاح: "ابني، أنا في اسطنبول. لا تقلق إذا كنت لا تسمع عني لفترة من الوقت".

"رفض خاشقجي، وأمر ماربرك رجاله بوضع الأدوات التي جلبوها لتفريق جثته"، كما جاء في الكتاب. يلتقط الصوت صوت الأدوات التي يتم وضعها على الطاولة. "هل ستقتلني؟ "هل ستخنقني؟" سمع خاشقجي يسأل. فقال له مطرب "إنه سيغفر لك إذا ما تعاونت معنا"؟

ثم أمر مطرب خمسة عملاء سعوديين بالقفز على خاشقجي. وأكد الكتاب أن أحد الوكلاء، "على الأرجح غالب الحربي" حاول تغطية رأسه، لكن الصوت يشير إلى أن خاشقجي صده.

الحربي هو من بين الحرس الملكي السعودي وتمت ترقيته العام الماضي إلى رتبة ملازم، للشجاعة في الدفاع عن قصر الأمير محمد في جدة. ويقول الكتاب إن المجموعة تضمنت أيضا محمد سعد الزهراني، وهو حارس ملكي آخر.

وقد تمكن القتلة أخيراً من وضع كيس بلاستيكي على وجه خاشقجي، كما يقول الكتاب. واستغرق الأمر خمس دقائق حتى سحبت أنفاسه الأخيرة، وتم تسجيل كلماته الأخيرة على النحو التالي: "لا تغطي فمي. أنا أعاني من الربو. لا، ستخنقني".

تحرير من طرف سعيد قدري
في 22/01/2019 على الساعة 16:36