عام 2018 كشف الوجه القبيح لشركات التكنولوجيا

DR

في 28/11/2018 على الساعة 22:32

يبدو عام 2018 عاماً سيئاً بالنسبة لشركات التكنولوجيا، كان عاماً توسعت فيه وعززت هيمنتها على حياتنا. لكن في الوقت نفسه كُشف النقاب فيه عن كثير من أوجهها السيئة، وكم هي تستغلنا وتخدعنا، وأحياناً يمكنها أن تتسبب في إيذائنا.. إنها حقاً سَنة إخفاقات شركات التكنولوجيا.

تطول قائمة إخفاقات شركات التكنولوجيا، لهذا العام (2018)، حيث تتضمن مواقف مُحرجة تعرضت لها أو وضعتنا فيها، وحماقات ارتكبتها أو حوادث تسببت بها، وفقاً لما ورد في تقرير لموقع CNET الأميركي.

إليك أشهر إخفاقات شركات التكنولوجيا في عام 2018

فيسبوك تتعثر بفضيحة ضخمة لمصلحة ترامب.. فهل نجح زوكربيرغ في إصلاحها؟

منذ 11 شهراً، قال مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك، إنَّ قراره للعام الجديد كان إصلاح فيسبوك، ولكن، يجب عليه الاعتراف بأنَّه لم يتمكن من إنجاز المهمة.

في مارس الماضي، نشرت صحيفة The New York Times الأميركية وصحيفة The Observer البريطانية أخباراً حصرية، مفادها أنَّ فيسبوك، عملاق الشبكات الاجتماعية، غطت على عملية تسريب هائلة لبيانات تتضمن أسماء المستخدمين، وحسابات البريد الإلكتروني الخاصة بهم، والأمور التي يبدون إعجابهم به، وقائمة أصدقائهم، وهو الأمر الذي أثر على ما يصل إلى 87 مليون شخص.

ومما زاد من وطأة الفضيحة أنَّ Cambridge Analytica، وهي شركة الاستشارات السياسية التي تلقت البيانات، عملت لمصلحة الحملة الانتخابية لدونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية عام 2016، وتم استدعاء زوكربيرغ للشهادة أمام الكونغرس، ومما زاد الأمر سوءاً أيضاً، أنَّ شركة فيسبوك لم تكشف عن تسرب المعلومات مدة 3 سنوات.

في نهاية المطاف، استُدعي زوكربيرغ ليُدلي بأول شهادة أمام مجلس الشيوخ ومجلس النواب، وستظل هذه واحدة من أكثر إخقاقات شركات التكنولوجيا التي يحتمل ألا ينساها العالم.

صعود وسقوط البيتكوين.. لا يوجد جنون مثل هذا!

يُعتبر وصف البيتكوين بالفوضى إهانة للفوضى، ما بدأ كعملة مشفرة مع خطط ثائرة لتصبح الوسيلة الأساسية في العالم للتلاعب بالأموال، قد انحدر إلى الجنون، لقد تأرجحت بعنفٍ أسعار تبادل البيتكوين، وأصبح هناك الكثير من أسعار البيتكوين، وهناك العديد من العملات المشفرة المختلفة.

فقد ارتفعت قيمة البيتكوين نفسها إلى أكثر من 19.500 دولار للقطعة في نهاية 2017، قبل أن تهبط إلى نحو 5500 دولار الآن، والنتيجة، أصبحت البيتكوين، وتقنية سلسلة الكتل التي تُساعد في تتبع المقدار الذي يملكه كل شخص من العملة المشفرة، مزحة بمجال التكنولوجيا.

قصة الفشل الكبير لجوجل.. إذا كنت معها في هذه الشبكة فاستعد للرحيل

كان لجوجل بلس بدايةٌ واعدةٌ أكثر من بعض إخفاقات سابقة لجوجل في تأسيس شبكة اجتماعية، مثل Google Wave وOrkout، ومع ذلك، سارت جوجل بلس على نهج تلك الجهود السابقة حين كشفت شركة جوجل عن اعتزامها إغلاق الشبكة الاجتماعية، بعد نقطة ضعفٍ أدَّت إلى اختراق بيانات أكثر من نصف مليون مشترك.

لقد بدأت شبكة جوجل بلس عام 2011، وأحدثت صخباً شديداً، إذ كان مشروعاً يهدف إلى منافسة معدل النمو الهائل لـ «فيسبوك» في ذلك الوقت.

وقد توسعت جوجل في استخدام جوجل بلس ليشمل كل شيءٍ، من Gmail وGoogle Photos حتى النتائج البحثية ونظام تشغيل Android؛ سعياً وراء اجتذاب مستخدمي جوجل الحاليين نحو الانضمام إلى جوجل بلس، ومع ذلك، تداعت كل تلك المجهودات، وصار نعت الخدمة بمدينة الأشباح عبارةً مبتذلةً.

وإذا كان هناك أي سكانٍ باقين في تلك المدينة، فأمامهم حتى 19 غشت 2019 لكي يشدُّوا الرحال منها، ويغادروا جوجل بلس.

حادث القيادة الذاتية المميت الخاص بـUber.. عندما تصل الإخفاقات التكنولوجية إلى حد تهديد الحياة

للمرة الأولى في تاريخ الذكاء الاصطناعي تقع مثل هذه الحادثة، فقد اصطدمت سيارةٌ ذاتية القيادة مضبوطة على وضعية التحكم الذاتي الكلي بإحدى المشاة؛ ما أدى إلى وفاتها.

كانت شركة Uber تختبر السيارة في تيمبي بولاية أريزونا الأميركية، في الساعة العاشرة مساءً بأحد أيام الآحاد من شهر مارس الماضي، ثم اصطدمت السيارة بامرأةٍ بسرعة 61 كم بالساعة تقريباً، في حين كانت المرأة تعبر شارعاً مظلماً، ممسكةً بدراجتها.

وتبين أن Uber كانت عطَّلت خاصية مناورات مكابح الطوارئ بالسيارة، حسبما توصلت تحقيقات أولوية أجرتها Uber، وشرطة أريزونا، والمجلس الوطني لسلامة النقل، والإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة التابعة لوزارة النقل الأميركية.

ومنذ الحادث، أوقفت الشركة برنامج السيارات ذاتية القيادة، ولم تستكمل حتى الآن اختبار سياراتها في وضعية التحكم الذاتي الكامل.

وقالت الشركة في بيانٍ لها حول الحادث، إنَّ السيارات ذاتية القيادة سوف «تزيد في النهاية من سلامة النقل، وكفاءته، وتقلِّل من تكاليفه»، وإنَّها لا تزال ملتزمةً جعل ذلك المستقبل حقيقةً، إنها أحد إخفاقات شركات التكنولوجيا التي لن تُنسى، بعد أن راح ضحيتها بشكل مباشر روح بشرية.

حروب السكوتر.. إنها تحيل المدن الأميركية إلى جحيم

دون تحذيرٍ للمشرِّعين أو السكان، فوجئت شوارع المدن الأميركية بوابلٍ من مركبات السكوتر الكهربائية هذا العام (2018)، وقد اعتاد بعض الناس في الحال، استخدام هذه المركبات الآلية القابلة للتأجير والتي لا تحتاج إلى أماكن مخصصة لركنها، وأقبل الناس عليها باعتبارها طريقةً ملائمةً ورخيصةً للتنقُّل داخل المدن.

ولكن كرهها آخرون، وأطلقوا على ظاهرة السكوتر «Scootergeddon»، و»Scootercalypse» في كناية عن نهاية العالم، بالإضافة إلى «Scooter Wars» أي حرب السكوتر، من بين أسماء ساخرةٍ أخرى.

مركبات السكوتر الكهربائية أقبل عليها البعض بالمدن الأميركية، ولكن هناك أيضاً استياء منها، وعبَّر البعض عن سخطهم من خلال إلقاء مركبات السكوتر في صفائح القمامة، وتعليقها من على الأشجار، وحتى تلطيخها بالبراز، إلى جانب أن مدناً أميركية عديدة قد حظرت مؤقتاً قيادة هذه المركبات.

في حين تساءلت الجهات التنظيمية في مدنٍ أخرى عن كيفية سنِّ قوانين لاستخدام هذا النوع الجديد من وسائل المواصلات، وفي ظل استمرار المشاكل القانونية، تواصل شركات تصنيع السكوتر إضافة المزيد والمزيد من المدن إلى قوائمها.

ترامب يقضي على حيادية الإنترنت.. ولكن ما زال هناك أمل

في عام 2015، حققت شركات التكنولوجيا ورعاتها انتصاراً عظيماً عندما صوَّتت هيئة الاتصالات الفيدرالية الأميركية (FCC) على سنِّ قواعد جديدةٍ تجعل من حيادية الإنترنت هي القانون السائد.

وحيادية الإنترنت هي المبدأ الذي ينص على وجوب معاملة حركة المرور على الإنترنت كلها على قدم المساواة، كالقوانين الأرضية. ولكن ذلك كان في عهد الرئيس السابق باراك أوباما.

لكن بحلول عام 2017، عيَّن الرئيس دونالد ترمب مفوضاً جديداً لهيئة الاتصالات الفيدرالية الأميركية، نظَّم تصويتاً جديداً في نهاية العام، أبطل قواعد حقبة أوباما، ولكن، ما سيحدث في المستقبل أمرٌ في علم الغيب.

ففي وقتٍ سابقٍ من هذا الشهر، أيدت المحكمة العليا للولايات المتحدة فعلياً حكماً أصدرته محكمةٌ من درجةٍ أدنى، ينص على إمكانية تصويت هيئة الاتصالات الفيدرالية مرةً أخرى على تفعيل قواعد حيادية الإنترنت في المستقبل.

وفي هذه الأثناء، سنَّت عدة ولاياتٍ أميركية قوانينها الخاصة لحيادية الإنترنت، وهناك شائعاتٌ ساريةٌ حول احتمال عرض مشروع قانون أمام الكونغرس، على أي حالٍ، من الواضح أن الأمر لم تُكتَب نهايته بعد.

في 28/11/2018 على الساعة 22:32