هكذا ستحول المشاريع الملكية الجنوب إلى قطب اقتصادي رائد

 بلاغ الطبيب الخاص للملك أكد على أن تعليق الأنشطة الملكية سيستمر من 10 إلى 15 يوما. ومن المؤكد أن تعليق الأنشطة الملكية لهذه الفترة لن يؤثر على المشاريع الملكية، تورد المصادر لموقع Le360.

قطيعة مع الريع

الملك محمد السادس، وهو يدعو إلى إجراء "قطيعة حقيقية مع الأساليب المعتمدة في التعامل مع شؤون الصحراء (قطيعة مع اقتصاد الريع والامتيازات، وضعف المبادرة الخاصة، وقطيعة مع عقلية التمركز الإداري)، أعلن عن مشاريع كبرى لتحويل الجنوب إلى قطب اقتصادي رائد (تقوية الشبكة الطرقية بالمنطقة بإنجاز طريق مزدوج، بالمواصفات الدولية، بين تيزنيت - العيون والداخلة، إقامة محور للنقل الجوي، بالأقاليم الجنوبية، نحو إفريقيا، بناء خط للسكة الحديدية من طنجة إلى لكويرة، لربط المغرب بإفريقيا، بناء الميناء الأطلسي الكبير للداخلة، وإنجاز مشاريع كبرى للطاقة الشمسية والريحية بالجنوب، وربط مدينة الداخلة بالشبكة الكهربائية الوطنية،...)، بهدف تمكين أقاليم الجنوب من "الوسائل اللازمة لتدبير شؤونهم، وإبراز قدراتهم في النهوض بتنمية المنطقة"، و"تعزيز إشعاع الصحراء كمركز اقتصادي، وصلة وصل بين المغرب وعمقه الإفريقي"، و"جعل الصحراء المغربية مركزا للتبادل ومحورا للتواصل مع الدول الإفريقية جنوب الصحراء".

وأعلن الملك محمد السادس عن قرار "إنجاز مجموعة من المشاريع، التي ستمكن من تثمين واستغلال الموارد والمنتوجات المحلية، كالمشروع الكبير لتحلية ماء البحر بالداخلة، وإقامة وحدات ومناطق صناعية بالعيون والمرسى وبوجدور"، ووضع إطار قانوني محفز للاستثمار، يوفر للقطاع الخاص، الوطني والأجنبي، وضوح الرؤية، وشروط التنافسية، للمساهمة في تنمية المنطقة، وإحداث صندوق للتنمية الاقتصادية، مهمته تطوير النسيج الاقتصادي، ودعم المقاولات والاقتصاد الاجتماعي، وتوفير الدخل القار وفرص الشغل خاصة لفائدة الشباب. وجاء في الخطاب الملكي بأن :"ما يهمنا هو صيانة كرامة أبناء الصحراء، وخاصة الأجيال الصاعدة، وتعميق حبهم وارتباطهم بوطنهم".

المغرب لا يبيع الأوهام

وأعطى الملك توجيهات للحكومة لـ"إعادة هيكلة منظومة الدعم الاجتماعي، لتكون أكثر شفافية وإنصافا، في التزام بمبادئ المساواة، والعدالة الاجتماعية، التي تطالب بها أغلبية الفئات المعنية". كما عبر عن عزم المغرب لتعزيز آليات الحفاظ على التراث الصحراوي، والتعريف به، ولاسيما من خلال بناء المسارح والمتاحف ودور الثقافة، بمناطق الجنوب. وقال الملك بخصوص تطبيق الجهوية المتقدمة "إن المغرب إذا وعد وفى، قولا وفعلا، ولا يلتزم إلا بما يستطيع الوفاء به. وبذلك فإننا نوجه رسالة إلى العالم: نحن لا نرفع شعارات فارغة ولا نبيع الأوهام، كما يفعل الآخرون، بل نقدم الالتزامات ونقوم بالوفاء بها، وبتنفيذها على أرض الواقع".

نموذج جديد

في الحفل الذي ترأسه الملك محمد السادس، أبرز وزير الاقتصاد والمالية، محمد بوسعيد، إن النموذج التنموي الجديد لأقاليم الجنوبية الذي يتطلب استثمارات بقيمة 77 مليار درهم، لتقوية محركات التنمية ومصاحبة القطاع الإنتاجي وإدماج المقاولات الصغرى والمتوسطة وتطوير التنمية الاجتماعية وتثمين الثقافة الحسانية والتدبير المستدام للموارد الطبيعية وحماية البيئة وتقوية شبكات الربط والتواصل وتوسيع صلاحيات الجهات وتمكينها من آليات الاشتغال وخلق وإحداث آليات مبتكرة للتمويل .