بالفيديو: هكذا يتم صيد الضباب لتوفير المياه بسيدي إفني

Le360

في 08/11/2020 على الساعة 15:09

يعد مشروع حصد أو صيد الضباب المتواجد بقمة جبل "بوتمزكيدة" بإقليم سيدي إفني، من الحلول التي ابتكرتها جمعية "دار سي أحمد" منذ سنة 2006، لتجاوز أزمة المياه الصالحة للشرب التي تعاني منها دواوير المنطقة خاصة جماعة أملو، محققا نتائج جد ايجابية جعلته يصنف ضمن أكبر المشاريع من هذا النوع في العالم.

وفي تصريح لـLe360، قال عيسى الدرهم، رئيس جمعية "دار سي أحمد" بإقليم سيدي إفني، إن المشروع تم التخطيط لإنجازه منذ سنة 2006 من خلال القيام بعدة دراسات ميدانية بـ"بوتمزكيدة" التي تعتبر أعلى قمة جبلية بإقليم سيدي إفني وتقع على ارتفاع 1225 متر على سطح البحر، لمعرفة كمية الضباب المتواجد بها ومدى نجاح عملية صيد الضباب بها.

وأضاف المتحدث أن الدراسات مكنت من جمع 7.5 لتر من الماء في كل متر مربع، ما شجع الجمعية على مواصلة أبحاثها الميدانية إلى أن باشرت الأشغال رسميا سنة 2010 باستخدام شبكات مستوردة من أمريكا اللاثينية التي كانت تتعرض للتلف بسبب الرياح القوية التي تهب على القمة الجبلية المذكورة، قبل أن تشرع في تزويد الساكنة المحلية بهذه المادة الحيوية سنة 2015.

وأكد الدرهم، أن مشكل الشبكات اللاثينية عانت منه الجمعية بمعية منظمة ألمانية أيضا التي كانت تشتغل على المشروع بدولة إريتيريا، ما دفع منظمة مدعمة لمثل هذه المشاريع إلى تمويل أبحاث لتطوير هذه الشبكات لتجاوز العائق القائم، ما أسفر عن نتائج إيجابية ومكنت من نجاح عملية التطوير بنسب عالية.

وذكر رئيس جمعية "دار سي أحمد" أن الأبحاث التي أجريت بخصوص نوعية الضباب المتواجد بمدينة سيدي إفني وبقمة جبل "بوتمزكيدة، اتضح من خلالها أن ضباب المدينة يستمر لـ3 أيام خلال كل أسبوع ويمكن أن ينتج فقط 2 لتر للمتر المربع، بينما بجبل بوتمزكيدة البعيد عن مركز حاضرة آيت باعمران بحوالي 40 كيلومترا، يستغرق يوما واحدا خلال كل أسبوع لكن بنتيجة أفضل إذ يصل معدل الماء المتحصل عليه إلى نحو 7.5 لتر للمربع الواحد.

وأورد المتحدث أن نوعية الضباب التي يتم صيدها بجبل "بوتمزكيدة" تكون على علو 900 متر، بحيث تلتقي بالشبكات المثبتة بأعلى القمة لتتحول إلى قطرات مائية وتتجه إلى مكان معد سلفا لهذه الغاية "النطفية"، وبما أن الماء ذو جودة عالية، يقول الدرهم، فهو يتطلب دائما مزجه بماء الآبار إضافة إلى تزويده بأملاح خاصة ليصبح صالحا للشرب ويوزع على الدواوير المستفيدة البالغ عددها 16 دوارا.

واستطرد الرئيس، قائلا: "لتطوير هذا الابتكار الذي يعد فريدا من نوعه على الصعيد الوطني، فالأمر يتطلب توسيع قاعدة الأبحاث من خلال إنشاء مركز خاص بذلك ليصبح عالميا"، مضيفا أن المشروع وصل حتى الآن لنحو 1700 متر مربع وسيضاف إليه 1080 متر مربع بمنطقة تلوست، مما سيجعله أكبر مشروع من نوعه على المستوى العالمي.

وشدد الدرهم على أن المشروع حصل على عدة جوائز دولية ووطنية، ضمنها جائزة الأمم المتحدة من خلال قمة المناخ التي احتضنتها مراكش سنة 2016، وجوائز أخرى بكل من فرنسا وفنلندا ودبي بالإمارات العربية المتحدة، إضافة إلى جائزة الحسن الثاني للبيئة فضلا عن جائزة الأسرة، مؤكدا أن حلم تطوير حصد الضباب بالمنطقة يتمدد للوصول إلى 10 آلاف متر مربع في غضون السنوات القليلة المقبلة.

من جانبه، أوضح منير عبار، المسؤول التقني عن مشروع صيد الضباب بإقليم سيدي إفني، في تصريح لمراسل Le360، أن المدعمين يتوزعون على الإنعاش الوطني والمديرية الإقليمية للفلاحة بسيدي إفني ووكالتيْ الحوض المائي بجهة سوس ماسة وكلميم ودانون، علاوة على مصلحة الماء بالعاصمة الرباط وكلميم ودانون ووزارتي الداخلية والمياه والغابات، وجماعة إثنين أملو بإقليم سيدي إفني.

ويتزوع الشركاء الدوليون، في بعض جامعات الولايات المتحدة الأمريكية، الحكومة الألمانية، والجامعة التقنية بميونيخ، منظمة الماء بألمانيا، المنظمة الوطنية "سي أحمد الدرهم" وجامعة "لالكونا" تينيريفي بجزر الكناري، والحكومة الجهوية لكناريا، منظمة التعاون الأمريكي، وآخرون.

تحرير من طرف امحند أوبركة
في 08/11/2020 على الساعة 15:09