دراسة: الدار البيضاء عاصمة الاختناق والتوتر

DR

في 22/09/2017 على الساعة 20:30

كشفت دراسة جديدة، خاصة بالمدن في العالم خلال عام 2017، أن مدينة الدار البيضاء تعد أكثر المدن إثارة للإجهاد والتوتر، والأسوأ للقاطنين بها.

ونقلت يومية "الأحداث المغربية" في عددها الصادر لنهاية الأسبوع، عن هذه الدراسة الصادرة عن مؤسسة "زيبجيت" البريطانية المتخصصة، أن مدينة الدار البيضاء تحتل الرتبة 133 من أصل 150 مدينة شملتها هذه الدراسة، وذلك استنادا لعدة عوامل منها مستويات حركة المرور والنقل العام، والنسبة المئوية للمساحات الخضراء، ومستويات التلوث، والوضع المالي للمواطنين ومستويات الديون والصحة البدنية والعقلية، والساعات التي تسطع فيها اشعة الشمس فوق المدينة خلال ايام السنة.

ووفق الجريدة فقد شملت الدراسة 500 موقعا جمعت بها عينات وبيانات تتعلق بـ17 فئة، تغطي البنية التحتية ومستويات التلوث والتمويل ورفاه المواطنين والبيئة.

وأوضحت الدراسة ان المدن التي احتلت المراتب المتقدمة والاقل تسببا في قلق ساكنيها، توجد اغلبتها بأوروبا، اذ احتلت شتو تغارت الألمانية الرتبة الاولى متقدمة على لكسمبورغ وهانوفر وبورن بسويسرا، بينما احتلت العاصمة العراقية الرتبة الأخيرة في هذه الدراسة.

وعن اسباب خلو المدن من مسببات القلق لمواطنيها، وجدت الدراسة ان في مقدمتها الاقتصاد المحلي القوي، ونسبة كبيرة من المساحات الخضراء، التي تنتشر على التلال و الوديان، فالخضرة حسب الدارسة، لها تأثير كبير في ازالة الاجهاد، وتخفيف الضغط الذي تسببه الاماكن المغلقة والمدن الكثيفة البنيات من دون مساحات خضراء، التي تثير مشاعر الاختناق، ويعد الشعور بالأمان المالي والشخصي من مصادر الراحة.

ويبقى التلوث اكبر معضلة في الدار البيضاء مع أكثر من 2600 وحدة صناعية وتركز ما لا يقل عن 34% من الانبعاثات الغازية على الصعيد الوطني في أجواء المدينة، مزيج من مستويات عالية من المخلفات الصناعية، وحركة المرور الكثيفة، وأسطول سيارات وحافلات متهالكة يتسبب في انبعاثات غازية خطيرة مثل ثنائي أوكسيد الكربون والكبريت واﻵزوت، والجسيمات العالقة والمعادن الثقيلة مثل الرصاص.

ويمكن التمييز بين ثلاث مناطق كبرى في الدار البيضاء، وتبقى منطقة عين السبع وسيدي البرنوصي الأكثر تضررا بسبب الانتشار المكثف لثنائي اوكسيد الكبريت والغبار الصناعي بنسب جد عالية، علما انهما يشكلان اكبر المخاطر على الصحة، حيث تصل نسبة ثنائي اوكسيد الكبريت في المنطقة الى 127 وحدة في المتر مكعب، علما ان المعيار هو 100 وحدة، اما الغبار الصناعي فيصل الى 363 وحدة في المتر مكعب مقابل معيار لا يتجاوز 100 وحدة.

وتبقى المدينة كذلك ملوثة بأوكسيد اﻷزوت ومخلفات المركبات المتهالكة بشدة، وتعتمد في غالبيتها على الغازوال عوض الوقود، وان كانت هذه الملوثات عرفت تراجعا في السنوات الأخيرة، بسبب استعمال الغازوال من نوع (ب ب ام 50).

تحرير من طرف صابر وردي
في 22/09/2017 على الساعة 20:30