نظام الصرف الجديد.. ظرفية مواتية وانعكاسات على المدى البعيد!

DR

في 05/07/2017 على الساعة 12:00

رغم أن بنك المغرب تراجع قبل أسبوع عن إعلان أول مرحلة من مراحل النظام الجديد للصرف، القاضي بالتعويم الجزئي للدرهم، والذي جاء بإيعاز من صندوق النقد الدولي، إلا أن هذا التأجيل لن يطول ولن يتحول إلى إلغاء، إلى حين التعريف بالإصلاح الجديد.

لم يقدم بنك المغرب أي تاريخ جديد لإعلان المرحلة الأولى من نظام الصرف الجديد، ولا قدم حتى أسباب التأجيل، وهو ما يبقي المخاوف من شأن تأثير هذا الإجراء على العملة والاقتصاد الوطني قائمة، وإن كانت هذه الانعكاسات ليست آنية بالنظر إلى عدة أمور، نتطرق لها في هذا التقرير.

انعكاسات على المدى البعيد

ويعلق محمد بلغازي، أستاذ الاقتصاد بجامعة محمد الخامس بالرباط، في تصريح لـLe360 "أن الانعكاسات ستمس المبادلات الدولية، مع تسجيل أن نجاح التعويم مرتبط بخطط الحكومة لجذب الاستثمارات الأجنبية وتعبئة المدخرات الوطنية ".

ويجمع الاقتصاديون أن التأثير لن يكون على المدى القصير، نظرا لأن التعويم سيكون جزئيا من خلال وضع سقف للتحرير، يبلغ أقصاه 2.5% من قيمة الدرهم ومثلها كحد أدنى، ناهيك أن مذكرة بنك المغرب التي أعقبت الإعلان عن نظام الصرف الجديد، جاء فيها أن وعلى الصعيد الدولي.

وتؤكد أحدث المعطيات المتوفرة التعافي المتوقع للنشاط الاقتصادي العالمي. ففي الولايات المتحدة، يرتقب أن تتسارع وتيرة النمو إلى 2.1%،مع تواصل دينامية سوق الشغل حيث تراجعت نسبة. وفي منطقة الأورو، من المنتظر أن يتعزز نمو الناتج الداخلي الإجمالي إلى 1.8% قبل أن يتباطأ بشكل، ارتباطا بخروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوربي. وفي البلدان الصاعدة الرئيسية، يتوقع أن يتحسن النشاط الاقتصادي إجمالا، مع خروج كل من روسيا والبرازيل من حالة الانكماش الاقتصادي، فيما يرتقب أن يتواصل تباطؤ النمو في الصين وإن بوتيرة أقل مما كان متوقعا في مارس، إذ من شأن الاجراءات المتخذة لدعم الميزانية التخفيف من تأثيرات سياسة إعادة التوازن للاقتصاد.

الفوسفاط .. المنقذ الدائم

يرى بلغازي، في التصريح ذاته، أن الفرضيات المتعلقة بأسواق السلع الأساسية، والتي وضعها بنك المغرب ستجعل من التعويم الجزئي للدرهم دون أثر على المدى المنظور، حيث بلغ سعر النفط 52.3 دولارا للبرميل في المتوسط خلال الأشهر الخمسة الأولى من السنة، مقابل 37.5 دولارا في نفس الفترة من 2016 .وفي ما يتعلق بمجموع سنة 2017 ،يتوقع أن يصل سعره إلى حوالي 50.7 دولارا للبرميل في المتوسط .

وبالنسبة للفوسفاط، تظل أسعار الخام و الفوسفاط الثلاثي الممتاز في مستويات منخفضة ويتوقع أن تستقر سنة 2017 في 100 للطن و275 دولارا للطن على التوالي، وأن تسجل ارتفاعا طفيفا في 2018 .في المقابل، ونظرا لتحسن الطلب العالمي ومحدودية العرض، سجلت أسعار الفوسفاط ثنائي الأمونياك منذ بداية السنة إلى غاية ماي نموا بنسبة 13 %حيث بلغت 375 دولارا للطن، ومن المتوقع أن تواصل ارتفاعها خلال أفق التوقع لتصل إلى 366 دولار للطن في المتوسط في2018.

التضخم والمديونية

ومن مخاوف نزام الصرف الجديد، حسب بلغازي، أن يؤدي هذا القرار إلى انخفاض قيمة الدرهم في سوق صرف العملات مقابل الدولار واليورو، وهو ما سيفقد عددا من المقاولات المغربية جزءا كبيرا من الإمكانيات التي تتمتع بها.ب كما أبرزته بعض التجارب أن تحرير العملة يقود إلى التضخم، وإلى ارتفاع المديونية وأسعار الواردات بالعملة الوطنية، خاصة أن المغرب يستورد جزءا كبيرا وأساسيا من حاجياته من الخارج، وضمنها مواد الطاقة والسلع الاستهلاكية.

في 05/07/2017 على الساعة 12:00