بالفيديو والصور: صيدلانية بطنجة حوّلت آلاف قارورات العطر إلى لوحات فنية

 خديجة الشرايبي الصقلي، واحدة من بين السيدات ليس على المستوى العربي فقط وإنما على المستوى العالمي التي اهتمت بموهبتها التي اكتسبتها عبر السنين، فهي حفيدة أسرة فاسية عانقت الزهر والعطر منذ قرون، وبسببها بسطت خديجة الشرايبي وشاح التألق من بوثقة لوحات مصورة تسر الناظرين.

© Copyright : Le360

هي صيدلانية في الستين من العمر، تابعت دراستها بفرنسا. لم تكن تعلم أن موهبتها ستقودها لاختيار أولى قارورات العطر من شارع الشانزيليزي الذي يعد اليوم بالنسبة لها ملاذا جميلا لالتقاط أنفاسها وأنفاس صورها، التي لا تكل ولا تمل من التقاطها صباح مساء، عبر شرفات منزلها بحي الجبل الكبير بمدينة طنجة.

© Copyright : Le360

من فرنسا التقطت الفنانة والمبدعة خديجة الشرايبي الصقلي أولى ترانيم الصورة بعد أن حوّلت الكثير من قارورات العطر نحو عالم الصورة، انطلاقا من تعابير السماء في الصيف والشتاء، موهبة تراها اليوم أنها أقرب بكثير من عملها كصيدلانية منذ أزيد من ثلاثين سنة، كما تقول خديجة، التي تضيف: "كانت موهبة فقط قبل أن أدرك كلما التقطت صورة بجنبات البحر أو في حديقة منزلي أو في أي مكان، أنني التقطت جمالا لا يضاهيه أي جمال، وهكذا ارتاح".

© Copyright : Le360

كلما سألت خديجة الشرايبي عن هذا العشق الكبير لقارورات العطر التي ركنتها بجوانب عديدة من مسكنها بمدينة طنجة، إلا وتجيبك بأنها لا تدري كيف كانت الانطلاقة نحو هذا العالم، غير أن اقترابها أكثر من عالم العطور أكسبها خبرة في المجال وجعلها تصب كل إبداعها في جمع قارورات العطر والتقاط صور فوتوغرافية لها، صور تعبر بها عن السعادة وعن الموسيقى وعن الجمال في الكون وعن كل شيء تراه مناسبا في حياتها اليومية.

© Copyright : Le360

استطاعت هذه الفنانة، التي تتفادى وصفها بالفنانة، أن تجد لها مكانا في أروقة عديدة بالمدينة وبالمغرب، وساعدها في ذلك أسرتها الصغيرة التي تنتشي كل يوم بإبداعاتها التي تبقى فريدة من نوعها على الصعيد المغربي، وكم كانت خديجة الشرابي سعيدة بخروج أول كتاب لها الى الوجود يحتضن العديد من صور تحمل معاني الجمال والطبيعة، كما يحمل لقطات من أنماط الحياة التي ترسمها خديجة الشرايبي في مخيلتها كلما التقطت صورة لقارورات هي الوحيدة التي تعرف من خلالها الزمان والمكان.

© Copyright : Le360

خديجة مضت في جمع ذكريات العطور العالمية بطريقة لم يوجد لها مثيل، فهناك قارورات تمجد لشخصيات عربية وعالمية من أمثال كوكب الشرق "أم كلثوم" و"عمر الشريف" و"الان دولون" وغيرها من المبدعين في العالم من نجوم السينما والغناء، وقد وصل عدد القارورات التي تحظى لديها بمكانة خاصة الى أزيد من 9000 قارورة، بعضها يمجد للحظات من التاريخ العالمي وأخرى تعكس ذاك النمط الفريد في عالم العطور عبر العالم.

© Copyright : Le360

وعبر الصور، تسعى خديجة الشرايبي الصقلي إلى مشاركة الآخرين عالمها الفريد وقصتها مع العطور، فهي تكشف كل يوم عن لوحات وإبداعات ينتظر أن ترسو في القريب العاجل وسط عدد من الأروقة بالمغرب، والهدف كما تقول: الإطلالة على الجمهور ومحبي الفن بطريقة لم يألفوها من قبل، وهي الطريقة الإبداعية التي لاقت استحسان كل من حضر أول عرض لها بمدينة طنجة قبل سنوات.