وحسب الدار « شهد هذا اللقاء تقديم أوراق نقدية وشهادات وقراءات شعرية، ويشارك الشاعر والمترجم عبد الغني فنان، بورقة نقدية تستقصي تجربة الشاعر محمد بنيس، فيما يقدم الأستاذ عبد الحق ميفراني ورقة حول صورة الشاعر محمد بنيس في عوالم القصيدة والكتابة. كما يشهد اللقاء حوارا تفاعليا بين الشاعر بنيس وطلبة الكلية والحضور، ويختتم بتقديم قراءات شعرية للشاعر ضيف مراكش في ربيعها الشعري والثقافي، الى جانب توقيع لأهم إصداراته الشعرية والنقدية ». وتأتي أهمية هذا اللقاء في كونه يستضيف شاعراً هاماً راكم من التجارب الأدبيّة، ما يجعله في طليعة الشعراء الذين تميّزت نصوصهم بإبدالات هامّة على مستوى الكتابة والتخييل. فمنذ السبعينيات استطاع صاحب « ورقة البهاء » أنْ يكون أحد أهم الشعراء المؤثرين بنصوصهم الشعرية في بنية القصيدة المغربية الخارجة من الجيل الأولّ (الستينيات) مع محمد الخمار الكنوني ومحمد السرغيني وغيرهم.
ويسعى هذا اللقاء إلى إعطاء الثقافة بعداً تداولياً من خلال انفتاح الجامعة على محيطها الثقافي الخارجي الذي لا علاقة له بما يروج في الجامعة. من ثمّ، فإنّ التفكير في مثل هذه المبادرات تُساعد الجامعة لا محالة على ضخ دماء جديدة في شرايينها. خاصة حين يتعلق الأمر بمشروع شعري مغاير يستمد تربته من الطفولة والذاكرة. لكنْ إلى جانب دواوينه الشعرية الغزيرة كتب بنيس مجموعة من الكتب « النقدية » حول الشعر واستطاع عبرها أنْ يكشف عن بعضٍ مما أراد أنْ يكتبه شعراً ويعمل جاهداً على صياغته وفق طريقة فكرية تستجيب لتحولات القصيدة في الزمن الذي نعيشه اليوم.
