الدِّيَّةُ.. وسيلة أهل الصحراء المثلى للحد من الجرائم

DR

في 02/06/2019 على الساعة 19:30

خلفت قضية اختطاف ومقتل الرجل المسن بضواحي مدينة العيون، المسمى قيد حياته لحسن الزروالي، ردود أفعال غاضبة في صفوف سكان الأقاليم الجنوبية، الذين باتوا يطالبون باتخاذ أقسى العقوبات في حق مرتكبي تلك الأفعال الجرمية، مطالبين أيضا بدفع "الدِيَّة" لعائلته من لدن أهل وقبائل الجناة.

وتعتبر "الدية" بمثابة عرف لطالما توارثته القبائل العربية منذ قدم الزمن، وهي بمثابة مبلغ مالي يتم دفعه من طرف قبيلة المتهم أو الجاني لعائلة الضحية، وذلك بغاية إنهاء النزاع والتوصل إلى صلح سلمي دون اللجوء للانتقام، طبعا مع اجتياز المتهم للعقوبة الصادرة في حقه من لدن القضاء.

وحسب ما قاله مصدر Le360 في وقت سابق، فإن "الدية" تعد من أبرز الوسائل التي يستعملها سكان الأقاليم الجنوبية للحد من الجرائم، حيث يتفق شيوخ القبائل الصحراوية على قائمة للعقوبات، يحددون من خلالها ما يجب أن تدفع قبيلة المتهم لأهل الضحية بحسب نوع الجرائم المقترفة.

وأوضح ذات المصدر، قائلا: "إذا كان الأمر يتعلق بجريمة قتل فإن قبيلة المعتدي تدفع مبلغا ماليا كبيرا، يصل أحيانا إلى 50 مليون سنتيم أو أكثر، بالإضافة إلى تقديم ناقة لعائلة الضحية، وإذا تعلق الأمر بجروح فقط، ففي تلك الحالة يتم دفع مبلغ مالي لا يقل عن 5000 درهم، أما إذا تعلق الأمر بجروح بسيطة، فإن قبيلة المعتدي تقدم لعائلة الضحية كبشا أو شاة، بالإضافة إلى "كراطين" من السكر".

وشدد مصدرنا: "إن الدية لا تقلل أبدا من شأن القضاء والمحاكم، وإنما هي فقط بمثابة عرف توارثته القبائل العربية منذ زمن بعيد، وتلجأ لها قبائل الصحراء المغربية بغاية إنهاء النزاعات والصراعات بشكل لا يفسح المجال لأن يفكر الضحية أو عائلته في الانتقام، حيث يأخذون حقهم ماديا، ثم يقدمون وعدا حقيقيا بأنهم لن يؤذوا المعتدي أو أحد من عائلته أبدا".

"إن شيوخ القبائل الصحراوية يحظون باحترام كبير من لدن أهل الجنوب المغربي، ولا يستطيع أحد من الشباب أو النساء أن يخالف كلامهم أو يناقشوه حتى، نظرا لحكمتهم وخبرتهم الكبيرة في الحياة، فهؤلاء الشيوخ حينما يجتمعون بغاية الوصول إلى الصلح فإنهم يفعلون ذلك، بإذن الله، وينهون كل أشكال الخلافات في وقت قصير ودون زيادة في الكلام"، يختتم مصدرنا.

وفي هذه الصور، نرصد لكم جانبا من أحد اجتماعات الصلح، الذي تم خلاله دفع دية رجل تعرض للقتل بمدينة السمارة السنة الماضية:

© Copyright : DR

© Copyright : DR

© Copyright : DR

© Copyright : DR

تحرير من طرف عالي طنطاني
في 02/06/2019 على الساعة 19:30