قطر تطلق "معجم الدوحة التاريخي للغة العربية"

DR

في 11/12/2018 على الساعة 08:50

أطلقت قطر، المرحلة الأولى الأساس من المنجز العلمي الضخم "معجم الدوحة التاريخي للغة العربية"، من نحو مئة ألف مدخل معجمي ومدونة لغوية إلكترونية من 250 مليون كلمة مرشحة لأن تصل مع إتمام العمل الى أكثر من بليون كلمة، بجهود كوكبة من الباحثين من كل الأقطار العربية.

 وأوضح الباحث المغربي عز الدين البوشيخي، المدير التنفيذي للمشروع، الذي أطلقت بوابته الإلكترونية في حفل حضره أمير البلاد تميم بن حمد آل ثاني، أن هذ المنجز في مرحلته الأولى، الممتدة على مدى عشرة قرون، من القرن الخامس قبل الهجرة الى القرن الخامس الهجري"، والمرتبة تاريخيا من الأقدم الى الأحدث، "عمل تأسيسي منفتح على المراحل الموالية، وقابل للتحديث المستمر، ومفتوح أمام مشاركة العلماء والباحثين باقتراح التصويب والتعديل والإغناء".

ولفت البوشيخي، في كلمة بالمناسبة، الى ان الخبراء المشاركين عمدوا في عملهم الى "المقابلة بين الروايات المتعددة للفظ الواحد" و"جمعوا القرائن المرجحة لرواية على رواية، ولتاريخ قول أو تأليف على تاريخ"، واستبعدوا المشكوك فيه من النصوص، و"تحوطوا في ما لم يتمكنوا من الحسم فيه برأي علمي"، و"فاضلوا بين المصادر المطبوعة المحققة"، مسجلا أنه ي حسب لهذا الإنجاز أيضا أنه أسس "دليلا معياريا للمعالجة المعجمية والتحرير"، و"منصة حاسوبية" لتيسير متابعة أعمال الباحثين آنيا، الى جانب "بوابة إلكترونية متطورة لنشر مواد المعجم وتقديم خدماته المتنوعة".

وحرص الباحث المغربي على التأكيد أن هذا المعجم التاريخي، الذي انطلق كمشروع معرفي بحثي في 25 ماي 2013، من شأنه الان وبعد استكمال كل مراحله أن يمد الباحثين بما يساعدهم على تحقيق التراث متنا وسندا؛ والتحقق من صحة النصوص ونسبتها الى مؤلفيها وتاريخ تأليفها، وبالتالي من "وضع التراث كله على خط الزمن؛ لتأخذ النصوص مواقعها" وليتبين المتقدم من المتأخر، ويكون بالإمكان ربط كل لفظ "بمعناه الذي له في سياقه، في نصه وتاريخه".

واكد أحد الخبراء المغاربة المشاركين في هذا العمل، رئيس جمعية اللسانيات بالمغرب، عضو مبادرات وطنية وعربية ودولية (جامعة محمد الخامس بالرباط)، السيد عبد القادر الفاسي الفهري، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا المعجم "خطوة أولى متميزة" تظافرت فيها الإرادتان العلمية والسياسية، وأنتجت "إنجازا محترما في مرحلته الأولى، ستتلوه مراحل من المراجعة الدائمة" من شأنها أن "تخدم اللغة العربية"، وأن "لقطر الفضل أنها قامت بالمبادرة"، كما يرجع الفضل لكثير من العلماء ممن انخرطوا في هذا "المشروع الجماعي ووحدوا جهودهم، وفقا لأرضية مشتركة، على الرغم مما قد يكون بينهم من بعض اختلافات في الرؤى".

ومن جهته، اعتبر الأستاذ الباحث في مجال المعجميات بجامعة محمد الخامس، السيد عبد العلي الودغيري، في تصريح مماثل، أن هذا المنجز المعجمي يمثل "أول خطوة جدية من نوعها في العالم العربي" وبداية لعمل علمي، كانت سبقته محاولات لكنها لم تعمر ولم يكتب لها النجاح، مشددا على أنها "انطلاقة تحتاج الى تعميق واستكمال وتحيين مستمر"، وأن من شأن ملاحقة تطور المعجم تاريخيا أن تفضي الى القبض على آلية تطور الأفكار والمفاهيم والمصطلحات بما تحمله من شحنات ثقافية وحضارية، وتكون بالتالي مفتاحا حقيقيا لقراءة والتأريخ للحضارة والثقافة العربية.

ويترافق إطلاق هذا المنجز العلمي بوقفة تأمل ونقاش وقراءات نقدية لباحثين وخبراء في اللغة من الوطن العربي وخارجه، في إطار مؤتمر علمي، يستغرق يومين، يتفاعلون من خلاله مع الموضوع عبر ثلاثة محاور بحث رئيسية؛ "المعجم التاريخي بين المعاجم"، و"المعاجم التاريخية العالمية .. تجارب وشهادات"، و" معجم الدوحة التاريخي للغة العربية"، تتفرع الى ست جلسات، ستبحث على الخصوص؛ "المعجم العربي والتاريخ" و"المعنى في معجم الدوحة التاريخي"، و"المعاجم العربية ومعجم الدوحة".

تحرير من طرف جواد
في 11/12/2018 على الساعة 08:50