لطالما لعب الغياط والنفار دورا هاما في إخبار المسلمين المغاربة بحلول شهر رمضان المبارك، فقد كان ظهورهما يأتي مباشرة بعد تأدية آخر صلاة عشاء من شهر شعبان، حيث يدخلان الأحياء بمزاميرهما الأصيلة، ليطربا السكان بأهازيج تخبرهم أن أول أيام الشهر الفضيل هو اليوم الموالي.
من دون التلفزيون أو التقنيات الجديدة، كانت مشاهدة الهلال مهمة شاقة بالنسبة للسكان، لذلك كانوا يعتمدون على الأخبار التي تأتيهم من الغياط والنفار.
وطيلة أمسيات شهر رمضان، كان كل من الغياط والنفار يجوبان شوارع الأحياء، بعد مرور ساعة عن الإفطار، ليطربا مسامع السكان بألحان آلاتهم. الجميع يستمع إليهم من النافذة، الكل يحييهم ويمنحهم المال أو الطعام أو غيرهما من أنواع الهدايا، وذلك بغاية إظهار الامتنان لهم.
إن الألحان التي يعزفها هذان الموسيقيان في رمضان لا تلقى صدى، اليوم، إلا في بعض الأحياء القديمة من المدن الكبرى ، وفي المدن التي لا تزال فيها روح التقاليد قائمة.