حقائق مثيرة حول استهلاك الصحراويين لـ "بول الإبل"

DR

في 18/03/2018 على الساعة 17:16

إذا ما سألت أهل الصحراء المغربية عن فوائد الجمل وأضراره، فإنهم سيجيبونك عن الفوائد بحماس كبير، أما الأضرار، فتسمع عنها جوابا مفاده: "لا أضرار في الإبل، فكلها فوائد".

تعتبر الإبل بمثابة حيوان مقدس في الأقاليم الجنوبية، فإذا كان بيع الغنم هو مصدر عيش العديد من سكان المناطق السوسية والريفية والدكالية وغيرها من مدن وسط المغرب وشماله، فإن الإبل هي مصدر عيش وحياة ما يقارب 90 بالمائة من سكان الصحراء المغربية، ليس فقط ببيعها، بل باستهلاكها أيضا.

وحسب ما تفيد إحصائيات وزارة الفلاحة والصيد البحري، فإن الأقاليم الجنوبية تحتل المركز الأول في تربية الإبل بـ 67 بالمائة من مجموع قطعان الإبل بالمغرب، كما تتوفر المناطق الجنوبية للمملكة على أراضي ذات مساحات واسعة مخصصة فقط لرعي الإبل.

وبخصوص تقديس الصحراويين للإبل، قالت السيدة "س.ع"، المنحذرة من قبيلة "الركيبات"، في اتصال هاتفي بـ "360"، إن الجمل بالنسبة لأهل الصحراء المغربية هو بمثابة غداء ودواء في آن واحد، فكله فوائد ولا يحتوى على أي أضرار.

وأضاف ذات المصدر أن سكان الأقاليم الجنوبية يؤمنون حقا بمسألة أن بول الجمل ليس مضرا بصحة الانسان، لذلك تجدهم بطلقون عليه عبارة "أفاك الإبل"، بدل تسميته بـ "البول"، ويستعملونه لعلاج أمراض "بو صفير" والسكري، ولا يترددون في شربه "ساخنا" بحثا عن الشفاء، أما فضلات الإبل فيستعملها الصحراويون لمداواة بعض الأمراض الجلدية مثل "الكزيمة" و"الكوب" و"بونتيف".

وأردف نفس المصدر أن الفوائد الغنية التي يتوفر عليها الجمل لا تنحصر فقط في البول والفضلات، بل أيضا في لحمه وشحمه المسمى في الصحراء بـ "الذروة"، ثم في كبده التي يعتبرها سكان الأقاليم الجنوبية بمثابة علاج لفقر الدم، حيث يقومون بتناولها "نيئة" دون إخضاعها للطبخ.

وحول هذا الموضوع، قال الدكتور محمد الفايد، أخصائي التغذية: "إن الجمل هو الحيوان الوحيد الذي يتوفر على بول خال من حمض "اليوريك"، فطريقة خلق الله للإبل مختلفة عن جميع الحيوانات الأخرى، لذلك جاءت الآية القرآنية (أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت)".

وأضاف: "إن عدم توفر بول الإبل على حمض اليوريك يجعله يبدو مثل العصير، فهو لا يحتوي على أي رائحة كريهة، واشمئزاز الناس منه راجع فقط إلى سماعهم لعبارة "بول"، فمن يشربه دون أن يعلم أنه "بول الإبل" لن يحس بأي شيء أبدا، وسيظن أنه بصدد استهلاك شراب عادي".

وأردف الفايد: "إن الإبل تعيش باستهلاك النباتات المشوكة، وهي عبارة عن نباتات طبية، وعندما يستهلكها الجمل فإنه يقوم بعصرها وإعادة إخراج جزء منها عبر المسالك البولية، لذلك يجد الناس منافعهم في ذلك البول".

وتابع: "أما الجزء الآخر من استهلاك تلك النباتات الطبية فيذهب نحو اللحم والحليب، لذلك نجد أن الحيوان الوحيد الذي يتوفر على فيتامين C على مستوى الحليب هو الناقة".

هكذا إذا، ومن خلال ما سبق، يتضح لنا جليا أن الإبل تحتوي على منافع لا تعد ولا تحصى، إلا أنه ومع ذلك فإن سكان الصحراء المغربية يوصون بشرب حليب الناقة طازجا وطريا، محذرين من استهلاكه غير طري، وذلك نظرا لخطورته على حياة الانسان في حالة تم استهلاكه بعد مضي فترة طويلة عن استخراج من ثدي الناقة.

يشار إلى أن ثمن الجمل أو الناقة يصل، في الوقت الراهن، إلى 25 ألف درهم، فيما يصل ثمن البعير إلى 15 ألف درهم، أما أسعار بيع لحوم الإبل للكيلوغرام الواحد فإنها تتراوح ما بين 80 إلى 120 درهم.

تحرير من طرف عالي طنطاني
في 18/03/2018 على الساعة 17:16