"حصاد 2017". ديناصورات أنزا .. اكتشاف علمي يجلب اهتمام العالم

بعد سنوات عديدة من الأبحاث الميدانية ومجهود كبير لباحثين ومهتمين بآثار أقدام الديناصورات بمنطقة أنزا، استطاع هؤلاء الوصول إلى نتائج مبهرة، جعلت أنظار الباحثين ووسائل إعلام وطنية ودولية تتجه نحو الصخور الشاطئية للمنطقة.

أقدام ديناصور شبيهة بأقدام الطيور

في تصريح لـle360، أكد الدكتور موسى مسرور، الأستاذ الجامعي الباحث في علم المستحثات الجيولوجية، أن هذا الموقع أصبح مرجعا دوليا هاما لكونه يعرض عددا كبيرا من آثار الديناصورات، كما يعد الأول من نوعه بالمغرب وبافريقيا والرابع عالميا، مما يستدعي الحفاظ عليه.

وأضاف مسرور، أن آثار أقدام الديناصورات المكتشفة تنتمي إلى فصيلة كائنات لاحمة مفترسة تدعى "الثيغانوزور"، خاصيتها أنها ذات قوائم ثلاثية شبيهة بأقدام الطيور التي تعود حقبتها إلى العصر الطباشيري العلوي، مشيرا إلى أن أهمية هذا الإكتشاف العلمي تكمن في أن نوعية آثار أقدام الديناصورات بمنطقة أنزا ترجع إلى حقبة أقدم بآلاف السنين، بالمقارنة مع آثار الديناصورات التي عثر عليها بالمغرب وافريقيا سابقا.

جمعية من أجل الحفاظ على الموقع

ونظرا للمصداقية الكبيرة التي أصبح يحظى بها الموقع المكتشف، يشير موسى مسرور، فقد بدأنا في التفكير في طريقة للحفاظ عليه، من خلال تأسيس "الجمعية المغربية للتوجيه والبحث العلمي" بالتعاون مع ساكنة أنزا لكن هذا لا يكفي، فالمسألة تتطلب استثمارا أكبر للحفاظ عليه، باعتباره لا يعرض فقط آثار الديناصورات وإنما يحتوي أيضا على 11 آثار محتلا بذلك المرتبة الثانية في افريقيا الذي يعرض هذا النوع من الديناصورات.

ديناصورات على شكل مجموعات

بلغ عدد أثار أقدام الديناصورات التي تم اكتشافها بمنطقة أنزا، أزيد من 50 قدما، محفوظة بشكل جيد، إذ يبلغ المعدل المتوسط لطول القدم 21 سنتمترا، مما يؤكد أن أحجامها متفاوتة ودليل على أن نمط عيش هذه الكائنات كان على شكل مجموعات يمكن معرفة مسار تنقلاتها وتحديد طريقة وسرعة مشيها.

موقع أنزا .. موقع عالمي

من جهته أوضح حسم بوفشك، عضو الجمعية المغربية للتوجيه والبحث العلمي بأنزا، أن الموقع هو الأول بالنسبة لإفريقيا نظرا لنوعية الآثار المكتشفة، بالخصوص اكتشاف ديناصور نادر في افريقيا لديه 4 أصابع، ويمكن تصنيفه الثالث أو الرابع عالميا.

قيمة مضافة للسياحة

اكتشاف هذا النوع من آثار الديناصورات يراه العديد من المتتبعين فرصة لتشجيع السياحة بالمنطقة، لسهولة الولوج للموقع المذكور، وهو سيمكن الباحثين والمهتمين العالميين من الإطلاع على هذا الإكتشاف مما سيعطي قيمة سياحية مهمة لمدينة أكادير.

موقع ينشد الإهتمام

مع هذا الإكتشاف، أصبح من اللازم على الجهات المعنية يقول، سمير بنطيام، حارس الموقع، الإلتفات لهذا الأخير للحفاظ عليه مع توفير البنيات التحتية بالمنطقة لتسهيل المأمورية على زوارها، وتصنيفه ضمن المواقع الجيولوجية الجديرة بالبحث والتتبع من طرف المهتمين، داعيا الجميع إلى إحترام موقع الآثار لأهميته الكبيرة.

أحجار تتهدد الآثار

من جانبها، طالبت الساكنة جميع المتدخلين وضع حد للأحجار التي توجد بجوار الموقع، حيث تتسبب في تشويه آثار الديناصورات نتيجة تساقطها وامتدادها إليها، بسبب مياه البحر ونتيجة تقاطر الزوار عليه، وذلك من أجل الحفاظ على هذا الموقع الجيولوجي العلمي.