البيضاء. إحباط صفقة بيع تمثال فرعوني بأربعة ملايير

DR

في 15/03/2017 على الساعة 20:30

أحبطت مصالح الأمن بسيدي البرنوصي بالبيضاء، صفقة بيع تمثال مصري يعود تاريخه إلى أربعة آلاف وخمسمائة سنة، بقيمة أربعة ملايير، بعد مداهمة شقة بسيدي مومن، واعتقال أفراد عصابة يتزعمها دركي متقاعد و« فقهاء » يمتهنون استخراج الكنوز. الخبر نقلته يومية «الصباح»، في عددها الصادر غدا.

وذكرت الجريدة، نقلا عن مصادرها، أن التحفة النادرة تم تهريبها من مصر أثناء اندلاع ثورة 25 يناير التي أسقطت نظام مبارك، ليتم تنقيلها إلى العراق، قبل أن تعبر إلى إيطاليا، لتصل إلى المغرب من أجل عرضها للبيع.

وتابعت اليومية، أن التمثال يعود إلى عهد الأسرة الخامسة التي استمرت في الدولة الفرعونية إلى 2300 قبل الميلاد، وهو مصنوع من حجر الصفوان الذي يعد من أوائل المواد التي استعملها المصريون القدامى في بناء الأهرامات والتماثيل، ويعكس براعة من صنعه على عهد رمسيس الثاني أشهر فراعنة العصر الذهبي لمصر القديمة.

وأضافت المصادر ذاتها أن القطعة الأثرية عرضها أفراد العصابة للبيع لأجنبي متخصص في جمع التحف بقيمة أربعة ملايير، إلا أن الصفقة فشلت بعدما اختلفوا حول النسبة المائوية لأرباح الوسيط، الذي اشترط الحصول على نصف المبلغ.

وتضيف الجريدة، أن العصابة الإجرامية تم تفكيكها بعدما نصبت المصالح الأمنية لسيدي البرنوصي لأفرادها كمينا، يتمثل في تقمص عناصرها دور وكيل أعمال المشتري وخبير متخصص في الآثار، ليتم اعتقالهم متلبسين في إحدى الشقق السكنية بسيدي مومن بالبيضاء.

وتعود تفاصيل القضية، حينما توصلت المصالح الأمنية سيدي البرنوصي، بمعلومة تفيد وجود عصابة إجرامية تحوز تمثالا تبلغ قيمته أربعة ملايير، وهو ما جعل رجال الأمن يفكرون في خطة للإيقاع بأفراد العصابة.

وتردف اليومية، أنه خلال عملية الاتصال مع أفراد العصابة، تشبثوا بفكرة بيع التمثال بأربعة ملايير، رغم فشل صفقتهم الأولى مع الأجنبي، وبعد مفاوضات وهمية معهم، تم إقناعهم بتخفيض الثمن إلى مليارين، ليتم تحديد موعد للقاء المعاينة التحفة إن كانت فعلا أصلية وشرائها مباشرة منهم.

ولضمان نجاح عملية الإيقاف، نصبت المصالح الأمنية كمينا يتمثل في تقمص رجلي أمن دور وكيل أعمال رجل أعمال مصري في الآثار لمعاينة التمثال، وهي الحيلة التي انطلت على أفراد العصابة الذين وافقوا على اللقاء لإتمام صفقة البيع.

ورغم الاتفاق مع الزبناء الراغبين فى شراءالتحفة، إلا أن أفراد العصابة غيروا، أكثر من مرة، مكان اللقاء، إذ ظلوا يطلبون من المشتري الانتقال إلى عدة أماكن متفرقة من البيضاء، من أجل التأكد من مدى جديته، قبل أن يستقروا على خيار اللقاء بإحدى الشقق بسيدي مومن.

وتابعت الجريدة، أنه بمجرد تحديد مكان اللقاء، توجهت العناصر الأمنية التابعة لمنطقة أمن سيدي البرنوصي إلى العنوان المشار إليه، وظلت في انتظار تلقي إشارة اقتحم المكان، إذ تقدم العنصران الأمنيان اللذان تقمصا دور المشتري ورفيقه الخبير في التحف الأثرية، وبمجرد دخول الشقة بدأ أفراد العصابة في عملية عرض التمثال.

عملية الاقتحام

وبعد عملية عرض التحفة على الزبون الافتراضي واخضاعها لعملية تجربة لإظهار أنها أصلية وغير مزورة ، تأكد العنصران الأمنيان أنها التحفة المبحوث عنها، وهو ما جعل منتحل صفة وكيل أعمال الرجل المصري الراغب في الشراء يقوم من مكانه موهما أفراد العصابة بأنه سيربط الاتصال هاتفيا برئيسه لابلاغه بنتيجة المعاينة، وهو ما صدقه المتورطون قبل أن يفتح الشرطي الباب لإفساح المجال لدخول العناصر الأمنية التي كانت مرابطة خلف باب الشقة وبعد اقتحام الشقة، فوجئ أفراد العصابة بالقوات الأمنية التابعة لمنطقة أمن سيدى البرنوصي تحاصرهم وتقتادهم إلى الدائرة الأمنية للتحقيق معهم.

وأثناء عملية التفتيش تم حجز التمثال المهرب وسيارة تتضمن أدوات لاستخراج الكنوز وبطائق للفقهاء وطلاسم وكتب خاصة بالسحر، يستعين بها أفراد العصابة في عملياتهم الإجرامية.

تحرير من طرف عبير
في 15/03/2017 على الساعة 20:30